الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقيل: النهي عن الأكل والشرب للكراهة، وليس للتحريم، وهو قول الشافعي في القديم وقد رجع عنه
(1)
، كما أنه رواية عن الإمام أحمد
(2)
.
وقيل: يحرم الشرب خاصة دون الأكل، وهو مذهب داود الظاهري، ولعله لم يبلغه أحاديث النهي عن الأكل
(3)
.
•
دليل من قال بالتحريم:
الدليل الأول:
(97)
ما رواه البخاري من طريق سيف بن أبي سليمان، قال: سمعت مجاهدًا يقول:
حدثني عبد الرحمن بن أبي ليلى أنهم كانوا عند حذيفة، فاستسقى فسقاه مجوسي، فلما وضع القدح في يده رماه به، وقال: لولا أني نهيته غير مرة ولا مرتين، كأنه يقول: لم أفعل هذا، ولكني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا تلبسوا الحرير ولا الديباج، ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تأكلوا في صحافها؛ فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة. ورواه مسلم
(4)
.
[ذكر الأكل تفرد به مجاهد، عن الحكم، وليس بمحفوظ]
(5)
.
(1)
المجموع (1/ 302، 306)، شرح النووي لصحيح مسلم (14/ 41)، الفتح (10/ 97).
(2)
الإنصاف (1/ 80).
(3)
الفتح (10/ 97)، نيل الأوطار (1/ 67).
(4)
صحيح البخاري (5426)، ومسلم (2067).
(5)
رواه مجاهد، عن الحكم بذكر الأكل، على اختلاف عليه في ذكره، ورواه غيره عن الحكم بن عتيبة بدون ذكر الأكل، كما رواه يزيد بن زياد وعبد الله بن عكيم وقتادة عن حذيفة، وليس في روايتهم ذكر الأكل، وإليك تفصيل ما سبق.
وقد قبل البخاري زيادة مجاهد، واعتبرها زيادة من ثقة، وإليك تخريج رواياتهم:
الطريق الأول: الحكم بن عتيبة، عن ابن أبي ليلى، عن حذيفة رواه مجاهد عن الحكم، واختلف على مجاهد: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فرواه البخاري (5426) ومسلم (2067) والنسائي في الكبرى (6631) وأبو عوانة في مسنده (5/ 214)، والبيهقي (1/ 27) من طريق سيف بن أبي سليمان.
ورواه أحمد (5/ 404)، ومسلم (2067)، والنسائي في الكبرى (6871) من طريق منصور، ورواه البزار كما في البحر الزخار (2949) من طريق الأعمش.
ورواه ابن وهب في الجامع (621) من طريق غالب بن عبيد الله، كلهم عن مجاهد، عن الحكم ابن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن حذيفة به بذكر الأكل مع الشرب.
قلت: ولعل المحفوظ من هذه الطرق هي رواية سيف بن سليمان، ذلك أن رواية منصور ذكرت الأكل في مسند أحمد، وأما في سنن النسائي فليس فيها ذكر الأكل ولا الشرب، وإنما قال: نهانا عن الفضة والذهب، ولم يذكر مسلم لفظ منصور وإنما أشار إلى أنه بمعنى الروايات السابقة.
وأما رواية الأعمش عن مجاهد، فهي متكلم فيها، قال أبو حاتم الرازي: الأعمش قليل السماع من مجاهد، وعامة ما يروي عن مجاهد مدلس. انظر العلل (2119)، وجامع التحصيل (ص: 189).
وقد رواه ابن وهب في الجامع (619) عن جرير بن حازم، عن الأعمش، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن حذيفة، بذكر الأكل والشرب. وقد عنعن الأعمش، ولم يذكر المزي من شيوخه عبد الرحمن بن أبي ليلى.
وقد رواه الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة بذكر الشرب فقط، وسيأتي ذكرها إن شاء الله تعالى، فصار الأعمش قد اختلف عليه في الإسناد، وفي المتن، فلا تنفع متابعته.
وأما رواية غالب بن عبيد الله، فغالب متروك، فمتابعته مطروحة.
ورواه ابن أبي نجيح عن مجاهد واختلف على ابن أبي نجيح:
فرواه سفيان كما في مسند الحميدي (445)، ومنتقى ابن الجارود (865) ومستخرج أبي عوانة (8485)، وسنن النسائي (5301)، وفي الكبرى (9615) عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد بذكر الشرب فقط.
وخالفه جرير بن حازم كما في صحيح البخاري (5837) والمعجم الأوسط للطبراني (7365)، وسنن الدارقطني (4/ 293)، وسنن البيهقي (1/ 28) فرواه عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد به، بذكر الأكل مع الشرب.
وخالفهم من سبق:
الأول: عبد الله بن عون، كما في مسند أحمد (5/ 397، 404) والدارمي (2130)، وصحيح البخاري (5633) وصحيح مسلم (2067)، وسنن النسائي الكبرى (6870) ومستخرج أبي عوانة (5/ 214).
الثاني: أبو بشر كما في سنن ابن ماجه (3414) ومعجم الصحابة لابن قانع (381)، روياه عن مجاهد، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى به بذكر الشرب فقط. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= هذا فيما يخص رواية مجاهد والاختلاف عليه. وقد رواه غير مجاهد عن الحكم، ولم يذكر الأكل، وإنما اقتصر على الشرب من ذلك:
شعبة، كما في مسند أبي داود الطيالسي (429)، ومسند أحمد (5/ 385، 396، 398، 400)، وصحيح البخاري (5632)، وصحيح مسلم (2067)، وسنن أبي داود (3723)، وسنن ابن ماجه (3590)، وسنن الترمذي (1878)، ومسند أبي عوانة (5/ 222)، وشرح معاني الآثار للطحاوي (4/ 245)، ومشكل الآثار (1418)، وشعب الإيمان للبيهقي (6378).
وعبد الملك بن أبي غنية كما في مسند أحمد (5/ 390).
وزيد بن أبي أنيسية كما في مسند أبي عوانة (5/ 222)، ثلاثتهم، رووه عن الحكم، عن ابن أبي ليلى به، بدون ذكر الأكل. هذا ما يخص رواية الحكم، عن ابن أبي ليلى، فلو أن مجاهد لم يختلف عليه، وخالف شعبة، وزيد بن أبي أنيسة، وعبد الملك بن أبي غنية لكانت مخالفة هؤلاء تجعل روايته شاذة، كيف وقد اختلف على مجاهد، بل قد رواه غير الحكم عن ابن أبي ليلى، ولم يذكر الأكل مما يقوي رواية من رواه عن الحكم بدون ذكر الأكل:
فقد أخرجه أحمد في المسند (5/ 408)، ومسلم (2067) وابن أبي شيبة في المصنف (5/ 103) رقم 24137، والنسائي في سننه (5301) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن حذيفة به، وليس فيه ذكر الأكل.
ورواه سفيان بن عيينة، عن أبي فروة، عن عبد الله بن عكيم، عن حذيفة، واختلف على سفيان:
فرواه البزار في مسنده (2809) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن سفيان بن عيينة به، بذكر الأكل.
وخالفه الحميدي كما في مسنده (400).
وسعيد بن عمرو بن سهل كما في صحيح ومسلم (2067).
ومحمد بن عبد الله بن يزيد كما في سنن النسائي (5301).
وإبراهيم بن بشار الرمادي كما في صحيح ابن حبان (5339).
ومحمد بن آدم كما في سنن البيهقي الكبرى (1/ 27) خمستهم رووه عن سفيان، عن أبي فروة، عن عبد الله بن عكيم عن حذيفة به، وليس فيه ذكر الأكل، وهذا هو المحفوظ من رواية سفيان، ولست أدري الخطأ من البزار نفسه، أو من شيخه، والله أعلم.
كما رواه البزار (7/ 287)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 58)، والخطيب في تاريخه (11/ 421) والمحاملي في أمالية (317) من طريق محمد بن طلحة بن مصرف، ورواه ابن حبان في صحيحه (5343) من طريق شعبة.
ورواه البزار أيضًا (2/ 287) من طريق علي بن عابس، ثلاثتهم عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة بذكر الشرب فقط. =