الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدليل الثاني:
(98)
ما رواه البخاري من طريق مالك بن أنس، عن نافع، عن زيد بن عبدالله ابن عمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الذي يشرب في إناء الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم. ورواه مسلم
(1)
.
ورواه مسلم وحده من طريق علي بن مسهر، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع به، بلفظ:
إن الذي يأكل أو يشرب في آنية الفضة والذهب إنما يجرجر في بطنه نار جهنم
(2)
.
[قال البيهقي: ذكر الأكل والذهب ليس محفوظًا من حديث أم سلمة]
(3)
.
= وعلي بن عابس وإن كان ضعيفًا فقد توبع تابعه ابن طلحة، وشعبة.
وقد صوب الدارقطني رواية الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة في علله (2/ 161).
ورواه قتادة عن حذيفة ولم يسمع منه مقتصرًا على ذكر الشرب فقط ذكره معمر بن راشد في الجامع الملحق بمصنف عبد الرزاق (11/ 67) كما أن رواية معمر عن قتادة فيها كلام؛ لأنه سمع منه في الصغر. فتبين بهذا أن الأكل لم يأت إلا من طريق مجاهد، وقد اختلف عليه، وخالفه كل من روى الحديث عن الحكم، وكل من روى الحديث عن ابن أبي ليلى، بل وكل من روى الحديث عن حذيفة. والله أعلم.
(1)
صحيح البخاري (5426)، ومسلم (2065).
(2)
ومسلم (2065).
(3)
مدار هذا الإسناد على نافع، عن زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، عن أم سلمة، وقد رواه جماعة عن نافع بدون ذكر الأكل والذهب، مقتصرين على الشرب في آنية الفضة، وإليك بعض من وقفت عليهم:
الأول: مالك، كما في الموطأ (2/ 924)، والبخاري (5634)، ومسلم (2065)، والبغوي في شرح السنة (11/ 368)، وابن حبان (5342)، والبيهقي في السنن (1/ 27)، وفي المعرفة (1/ 250، 251).
الثاني: الليث بن سعد كما في مسند إسحاق بن راهوية (124)، عند مسلم (2065)، وابن ماجه (3413)، والدارمي (2129)، ومسند أبي عوانة (5/ 216). = ..
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الثالث: جرير بن حازم كما عند أحمد (6/ 304)، ومسند أبي عوانة (5/ 216).
الرابع: أيوب السختياني كما في مسند أحمد (6/ 300)، وصحيح مسلم (2065)، وسنن النسائي الكبرى (6873)، ومسند أبي عوانة (5/ 215)، والأوسط للطبراني (3753).
الخامس: عبد الرحمن بن السراج كما في مسند أحمد (6/ 302)، وصحيح مسلم (2065)، والطبراني في الكبير (23/ 288)، وفي الأوسط (3753).
السادس: يحيى بن سعيد القطان كما في صحيح مسلم (2065)، ومسند إسحاق بن راهويه (39).
السابع: محمد بن بشر، كما في صحيح مسلم (2065).
الثامن: موسى بن عقبة، كما في صحيح مسلم (2065).
التاسع: صخر بن جويرية كما في مسند أبي داود الطيالسي (1601)، ومسند أبي عوانة (5/ 217)، ومسند أبي يعلى (6882).
العاشر: إسماعيل بن أمية، كما في السنن الكبرى (6874): كلهم رووه عن نافع، عن زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، عن أم سلمة.
فهؤلاء عشرة رواة اتفقوا على الاقتصار على الشرب، وآنية الفضة، ليس في حديثهم ذكر للذهب، ولا للأكل لا يختلف عليهم في ذلك.
ورواه عبيد الله بن عمر، واختلف عليه فيه:
فرواه عنه علي بن مسهر كما في صحيح مسلم (2065)، وابن أبي شيبة (5/ 103) رقم 24135.
وأبو أسامة كما في مصنف بن أبي شيبة (5/ 103) روياه عن نافع به، بلفظ:(إن الذي يأكل أو يشرب في آنية الفضة والذهب إنما يجرجر في بطنه نار جنهم). وإن كانت رواية أبي أسامة ليست صريحة، إنما أحال على رواية علي بن مسهر، وقال: بمثله. فقد لا تكون المثلية المطابقة في كل حرف.
وأشار مسلم إلى تفرد ابن مسهر بهذا اللفظ، فقال: وليس في حديث أحد منهم ذكر الأكل والذهب إلا في حديث ابن مسهر. اهـ وهذا يرجح أن الإحالة لا تعني المطابقة.
وخالفهما يحيى بن سعيد فرواه عن عبيد الله بن عمر، عن نافع به مثل رواية الجماعة دون ذكر الأكل والذهب أخرجها أحمد (6/ 306)، والنسائي في السنن الكبرى (6872)، وأبو عوانة في مسنده (5/ 216)، وابن حبان في صحيحه (5341) وابن عبد البر في التمهيد (16/ 102).
وحكم البيهقي بشذوذ هذه الزيادة، فقال في السنن (1/ 27):«أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة والوليد بن شجاع، عن علي بن مسهر، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، زاد: إن الذي يأكل ويشرب في آنية الذهب والفضة، قال البيهقي: وذكر الأكل والذهب غير محفوظ في غير رواية علي بن مسهر، وقد رواه غير مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة والوليد بن شجاع دون ذكرهما، والله أعلم» . اهـ =