الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الناقة: إذا علاها وهي باركة ليضربها. والقِمَّة شَخْص الإنسان ما دام قائمًا ".
•
(قوم):
{رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} [البينة: 2، 3]
"قامة الإنسان وقوامه - كسحاب، وقَوْمته وقَيْمتَه - بالفتح، فيهما: شَطَاطه
…
وحسن طُوله. قام قَوْمًا وقيامًا: خلافُ جلس. وقامت الدابة: وقفت عن المسير. وقام الماء: ثبت متحيرًا لا يجد منفذًا، وجَمُد أيضًا ".
° المعنى المحوري
انتصاب الشيء إلى أعلى ثابتًا. كقامة الإنسان، وقيامه، وثبات الدابّة، والماء في مكانه. وبَيْن ثبات الماء (أي عدم جريانه إذا لم يكن له مصرف) وارتفاعه (إذا كان له رافد يزيده) = تلازم. فمن انتصاب قامة الإنسان وغيره (مع عدم الانتقال) {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا} [آل عمران: 191، ومنه ما في النساء: 103، والفرقان: 64]، {جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ} [الكهف: 77]، {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا} [الحشر: 5]. ومن انتصاب القامة هذا أو من الثبوت اللازم له {وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا} [البقرة: 20، وكذا 125 فيها، آل عمران: 91، 113، التوبة: 84، يونس: 12، هود: 71، 100، الشعراء: 58، الزمر: 9، 68، النبأ: 38]. ومعاني الصيغ فيها واضحة.
ومنه قام يفعل كذا (كأنما انتصب لذلك وجمع نفسه له وأَخَذَ فيه){لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ} [الجن: 19]، {إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الكهف: 14].
ومن الانتصاب يؤخذ معنى النهوض بالشيء و (تفعيله - كما يقال الآن) "قيام السوق: نفاقها بكثرة كميات السلع وأنواعها وكثرة عمليات البيع والشراء
وكثرة الناس والأصوات. فهذا هو قيام السوق وهو تحقق قوامها وهذا نصْب لها أي إقامة). ومنه كل (إقامة الصلاة) ونحوها {أَقِمِ الصَّلَاةَ} [الإسراء: 78] فأداؤها بشروطها في أوقاتها مع الجماعة والمداومة نصْب وإقامة لها. {حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ} [المائدة: 68]، فالعمل بما فيهما، وبتعاليم الدين هو إقرار وإثبات لوجودهما، إقامة، كما أن إهمالهما وإهمال تعاليم الدين إهدار وهدم. ومن هذا النهوض والتفعيل {أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ} [البقرة: 229، وكذا ما فيها 230، 275، النساء: 127، 135، المائدة: 66، 68، الكهف: 14، 105، سبأ: 46، الرحمن: 9، الحديد: 25، الجمعة: 11، الطلاق: 2، المعارج: 33، الجن: 19، المدثر: 2] {إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا} [آل عمران: 75] أي متقاضيا بجِدّ [ينظر بحر 2/ 524].
ومنه "قام بالأمر ": تولاه (كما يقال نهض به) وقِوام العيش - ككتاب: عِمَاده الذي يقوم به، وكذا قِوام كل شيء وقِيامه {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} [النساء: 5]. والله عز وجل القَيّوم والقَيّام: القائم بتدبير أمر خَلْقه في إنشائهم ورزقهم {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 25]، {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [الرعد: 33]، مُتَوَلٍّ أمورها خَلْقًا ورزقًا وحفظًا وحسابًا [ينظر قر 9/ 322] {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} [النساء: 34] متكفلون بأمورهن [ل 405/ 15]{وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ} [المعارج: 33] والقيّم على الأمر - كسيد: متوليه كقيم الوقف والحمّام ".
ومن صور الانتصاب: الاستقامة بمعنى عدم العوج مادّيًّا، وبمعنى الثبات على العهد، أو تعاليم الدين أو موافقتها وعدم الحيود عن جادّتها {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6] وهو الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف [قر 148]{فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ} [التوبة: 7] وكل (استقامة) فهي بأي
من هذه المعاني {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67]- كسحاب أي عدْلًا (لا ميل إلى أي من الطرفين، وقرئ - ككتاب أي كان فيه مِلاك حال وسَداد){وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5] أي الملة القيمة المعتدلة {فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} [البينة: 3] مستقيمة ناطقة بالحق. وكذا {قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا} [الكهف: 2]{دِينًا قِيَمًا} [الأنعام: 161] مستقيمًا أو ذا استقامة. {ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [التوبة: 36]: القضاء المستقيم، أو الشرع القويم إذ هو دين إبراهيم [بحر 5/ 41] {فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين: 4] المراد حسن هيأته وصورته، وتزيينه بالعقل والتمييز والبيان [بحر 8/ 486].
ومن القيام والانتصاب {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ} [البقرة: 85] أي {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] من رَقْدَة القبر مِنْ قَامَ، كالزيارة من زار. وزعم تعريبها [ل] في هذا التركيب البالغ الاتساع يكشف عن فراغ كبير في رءوس أصحاب هذه الدعاوى.
وكلمة (مقام) هي في الأصل مصدر ميمي أو مكان القيام {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125، وكذا ما في آل عمران: 97] وعُبّر به عن المجالس [الكشاف 3/ 302] وعن الرتبة والحدود التي يشغلها الشيء {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ} [الصافات: 164] أي في العبادة والانتهاء إلى أمر الله تعالى مقصور عليه لا يتجاوزه - تبرءوا مما ما نَسَب إليهم الكفرة، فأخبروا عن حال عبوديتهم [بحر 7/ 362 - 363] {ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي} [إبراهيم: 14] مقام يحتمل المصدر والمكان. المصدر بمعنى: قيامي عليه بالحفاظ لأعماله ومراقبتي