الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأَلت عليه، طلب منه خلِفًا أو شهادة "ووجه كون الإحلاف من
الم
عنى المحوري النقص، أن الحَلِفَ قَيْد، والقيد إنقاص لحرية الحركة المتاحة، وهم قد صرحوا بأن الحلف قيد، إذ أُثر عن العرب "إذا لم يُعْطِك حقَّك فقيِّدْهُ بالأَلْت. ومن هذا التقييد أيضًا "أَلَته عن وجهه أي حَبَسه وصرفه ". فهذا الصرف عن الوجهة حبس كما هو صريح، ونقص من حرية الحركة أيضًا. ومن النقص كذلك "ألاتَ الإنسانُ شيئًا عمِله: كتمه وأَتَى بخبر سواه. إذا عَمَّي عليه الخبر قيل قد لاته يَليته لَيتًا "فهذا نقص مما ينبغي. وفي قوله تعالى {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيءٍ} من (ألَت) ومن (أَلِت) ومن (آلت) ومن (ألات) .. وقرئت (لِتناهم) من (لا يليت) وكذا (ولتناهم) وكلها بمعنى نقص. والضمير عائد على "الذين آمنوا "أي أن الله يُلحق ذرية المؤمنين المكرمين بآبائهم في درجتهم في الجنة، وإن لم تكن أعمال الذرية تؤهلهم لتلك الدرجة، وذلك إكرامًا للآباء، دون أن ينقصَ الآباء شيئًا في مقابل ذلك الإلحاق. [ينظر بحر 8/ 147] والقول بأن الضمير عائد على الأبناء لا يتسق مع الامتنان الذي سيقت له الآية، بل هو يَنْقُضه إذا لم يُنْقَص من سيئات الأبناء شيء. {وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيئًا} [الحجرات: 14] وقد قرئت (لا يألتكم). وحاشا لله الذي يضاعف مثوبة الحسنات أن ينقصها.
• (ألم):
{وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [البقرة: 10]
"الألَم: الوجع. الأليم: المؤلم المُوجعِ. قال ذو الرمة {يصك وجوهها وَهَج أليم) ومن كلامهم "أَلِمْتَ بطنَك أي ألِمَ بَطْنُك. والله لأُبيّتَنَّك على أَيلَمَة: يعني
إدخال المشقة عليه والشدّة. تألم فلان من فلان: إذا تشكَّى وتوجَّع منه ".
° المعنى المحوري
وَجَعٌ يسري في أثناء البدن (أو النفس): كالألم من الوَهَج (: حرّ النار)، ومن وجع البطن، وكالمشقَّة المتوعَّدة، والألم من فلان. هما نفسيان. أما عن درجة ذلك الوجع فقد جاء في [ل] "العذاب الأليم: الذي يبلغ إيجاعه غاية الإيجاع "والسياق القرآني لكلمة (أليم) يؤكد ذلك، فإن جمهور ما جاء منها هو صفة لـ (عذاب). والعذاب من جنس الوجع ولكنه أشد وأثره أشمل، فإذا وصف (العذاب) بأنه أليم بلغ الغاية في ذلك. وكذلك الامر في وصف العقاب {إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ} [فصلت: 43] فالعقاب إيجاع. ومجيئه مقابل المغفرة يعني شدته، لأن المغفرة غاية الإكرام في العفو، فيكون العقاب الأليم غاية الإيجاع في العقوبة. وكذلك الأمر في {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102]، فإن نسبة الأَخْذ إلى الله العزيز القاهر الذي لا حَدَّ لقدرته تعني شدة ذلك الأخذ، ثم صُرِّح بوصفه بالشدة توكيدًا للمعنى. ولا يغيب عن الفطنة أن المشار إليه بـ (ذلك) في (وكذلك) هنا هو ما أوقع الله بمكذبي رسله الذين سبق أن قصّ أنباءهم في هذه السورة: نوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب، وموسى. والذي جاء في القرآن من التركيب هو تلك الصفة (أليم) وصفا للعذاب، (وللعقاب وللأخذ مرةً واحدة لكلٍّ منهما): ثم الفعل منه {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ} [النساء: 104] حَثَّهم -سبحانه- على طلب القوم رغم جراحهم، وألزمهم الحجة بأنه إذا كان الكفار