الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الميم
التراكيب الميمية
•
(أمم):
{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74]
"أُمّ الرأس: الخريطة (= الكيس) الجِلْدة التي تجمع الدماغ (= المخ الذي في الجُمجُمه). والأُمّه- بالضم: القامه والوجه. وأُمَّه الطريق وأُمُّه- بالضم: الصُقْع من الطريق والأرض. وأُمّ النجوم: المَجَرّة لأنها مُجتَمع النجوم. وفي قول كعب: "ثم يُؤمَر بأمّ الباب (بفتح الهمزة يقصد باب النار) على أهل النار فلا يخرج مهم غَمٌّ أبدا "قيل في تفسيره: يُقصَد إليه فيُسدّ عليهم ".
° المعنى المحوري
تَضَامُّ شيءٍ أو أشياء متجانسة أي لحاق بعضها ببعض في حيّز يحيط بظاهرها بلطف -كما تضم تلك الجلدةُ الرقيقة مادّةَ المخ. وكما تتضامّ القامة، ومن لُطفها تكوينُها صورة متكاملة، وأُمَّة الطريق مساحةٌ واسعة متصلة متكاملة أيضًا، وكذا الصُقع، وكذا تجمُّع النجوم في المَجَرّة، وكسدّ ظاهر باب جهنم على من فيها فتضمهم. وقد قال علماء اللغة "كلّ شيء ينضم إليه سائرُ ما يليه فإن العرب تُسمى ذلك الشيء أُمًّا. والأُمّ لكل شيء هو المَجمَعُ والمَضَمُّ ". ومنه "الأُم: الوالدة "لأن أولادها يرتبطون بها وهي أصلهم ومَجْمَعُهم (كانوا في بطنها){وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} [مريم: 28]. الأم الوالدة، وجمعها
(أمهات) وسياقاتها واضحة. ثم هناك {أُمَّ الْقُرَى} [الأنعام: 92] وهي مكة: سميت بذا لأنها منشأ الدين، ولدَحْو الأرض منها، ولأنها وسط الأرض، ولكونها قبلة وموضعًا للحج، ومكان أول بيت وضع للناس. والمعنى ولتنذر أهل أم القرى ومن حولها وهم سائر أهل الأرض [بحر 4/ 183]. وهناك أيضًا (أم الكتاب)، {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} [آل عمران: 7] "أصل الكتاب الذي فيه عِماد الدين والفرائض والحدود وسائر ما بالخلق إليه حاجةٌ في أمر دينهم لأنهن معظم الكتاب ومَوْضِعُ مَفزَع أهله عند الحاجة [طب 6/ 170] أي هي الآيات التي تتناول الأمور المذكورة. {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَينَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)} [الزخرف: 4] أي اللَوح المحفوظ [قر 16/ 62] {فَأُمُّهُ هَاويَةٌ} [القارعة: 9] أي مَجمَعُه ومأواه. و "الأُمّة: القَرْن الجيل من الناس (جماعة كبيرة متحدو الجنس أو زمن الوجود معًا)، {وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ} [البقرة: 128]، {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} [الزخرف: 22]، أي دين وملة [قر 2/ 127] (مجموعة أو منظومة من القيم والأعراف التي تحكم وتميز جماعتنا عن غيرها {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} [البقرة: 213، يونس: 19] وكذا ما في هود: 118، الأنبياء: 92، المؤمنون: 52، الشورى: 8] أي على الإسلام، ويقدر (فاختلفوا) بعد ما في البقرة. {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} [الزخرف: 33] أي في الكفر. وأما [المائدة: 48، النحل: 93] فهي صالحة لهما. ثم عبر به عن الجماعة الطالبة لأمر واحد {وَجَدَ عَلَيهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ} [القصص: 23]. ثم عن الرجل الذي تجتمع فيه خلال الخير متكاملة متجانسة {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} [إبراهيم: 120] أي
رجلًا جامعًا للخير [قر 11/ 197](أي تجتمع فيه خلال الخير ليس مثل سائر الناس فيه بعض من خلال الخير وبعض من خلال الشر). "وكل جنس من الحيوان أمة "(يضمهم ويشملهم جنس أو صفة){وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيهِ إلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ} [الأنعام: 38].
وقوله تعالى: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} [يوسف: 45] أي حين أجل [قر 9/ 9 و 201](مدة من الدهر سنين كثيرة متتابعة).
و"إمام، الصلاة وغيرها تبعه المأمومون. وتأمل قولهم: "الحادي إمام الإبل وإن كان وراءها "فهي تسير بحُداثه وتتوقف إذا توقفه. والاتباع انضمام. "والإمام كل من ائتم به قوم- كانوا على الصراط المسقيم أو كانوا ضالين " {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} [الإسراء: 71] قالت طائقة: بنبيهم وشرعهم. وقيل بكتابهم الذي أُحصى فيه عملهم- وسيدنا رسول صلى الله عليه وسلم إمام أمته وعليهم جميعًا الائتمام بسنته التي مضت عليها. والإمام ما ائتُمَّ به من رئيس وغيره والجمع أئمة {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} [التوبة: 12] أي قاتلوا رؤساء الكفر وقادتهم الذين ضعفاؤهم تبع لهم "[ل]. ومن هؤلاء ما في [القصص: 41] ومن أئمة الهدى ما في [الأنبياء: 73، والقصص: 5، السجدة: 24]. {وَكُلَّ شَيءٍ أَحْصَينَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس: 12] الكتاب المقتدَى الذي هو حجة. وقيل اللوح المحفوظ، وقيل صحائف الأعمال [قر 15/ 13](على الأولَين متَّبع لا بد أن يقع، وعلى الأخير متَّبع لأنه شاهد). و "الأَمام- كسحاب: القُدَّام (وهو المساحة التي أمامك بكل ما فيها وهي وما فيها في متناولك وأنت وهي في حيز واحد وهذا انضمام){بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} [القيامة: 5] يُكَذِّب بما أمامه من بعث وحساب،
وقيل يعجل المعصية ويُسوّف التوبة [قر 19/ 94، 95] والشيء الأمم- محركة: القريب المُتناوَل " (والتناول ضم) والأَمّ: القَصْد (من أن المقصود يكون أمام القاصد، أو من أن نهاية القصد الانضمام). {وَلَا آمِّينَ الْبَيتَ الْحَرَامَ} [المائدة: 2] قاصدينه.
و"الأُمّيّ: الذي لا يكتب "- نسبوه إلى "ما عليه جَبَلَتْه أمُّه "يقصدون النسبة إلى الأُمّ. والدقيق أن يُنسَب إلى عِلّة تسمية الأم: أنها الأصل الجامع، أي هو على أصل فطرته، كما أنه يمكن أن يُلحَظ في الأميّ الذي لا يكتب أنه مجُتمِع القلب لم تَغزُ قلبَه (أي لم تَشْقُقه وتَدخله) رموزُ الكتابة وغيرها من العلوم- التي تُكتَسب بالتعلّم المتعارف، كما لم تتوزع قلبَه المذاهبُ المختلفة، فبقيت نفسُه ملتئمةَ الشمل. وبهذا يكون صفةَ كمالٍ، نظرًا لاجتماع النفس وكمال الفطرة وصفائها {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ} [الأعراف: 158]صلى الله عليه وسلم. ومن أسمائه صلى الله عليه وسلم: قُثَم- كعُمَر -أي الجامع الكامل [ل- قثم]. وفي قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ} [الجمعة: 2] هم العرب؛ إذ لم تكن الكتابة منتشرة فيهم، وفي الحديث "إنا أُمةٌ أُمِّيَّةٌ لا نكتُب ولا نحسُب ". كما عُللت التسمية بأنها لم يكن لها كتاب (1) ولا أتفق مع هذا (2).
أما بالنسبة لمن فُرض عليهم تعلُّم كتاب أُنزل عليهم، فلم يفقهوه، فالأُمّية ذَمٌّ لهم {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إلا أَمَانِيَّ} [البقرة: 78]. فهذا كقوله
(1) بصائر ذوي التمييز 2/ 159 والراغب.
(2)
خصصت لمعنى (الأمي) بحثًا فانظره.