الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أي المقصود ما بلغ أن يُزهر، وكذا "الكوكب: شِدّة الحرِّ ومُعْظُمه "فهو من تجمع حرارة الشمس أي حدَّة ضوئها. والذي جاء من هذا التركيب في القرآن هو كوكب السماء وجمعه كواكب {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} [الصافات: 6].
الكاف واللام وما يثلثهما
•
(كلل - كلكل):
{يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا} [آل عمران: 30]
"الكَلّ - بالفتح: قفا السيف والسكين الذي ليس بحادّ. والكليل: السيف الذي لا حدّ له ". "الكُلْكُل - بالضم وكتُماضِر: القصير الغليظ الشديد، وبالفتح: صَدْر البعير والفرس وكلِّ شيء.
° المعنى المحوري
تجمُّع الشيء على ذاته فيكثف بلا حِدّةِ حَدٍّ أو طرف دقيق (1) منه: كالسيف الموصوف، وقفا السكين والسيف، وكالقصير الغليظ
(1)(صوتيًّا): تعبّر الكاف عن ضغط غُئوري دقيق، واللام عن امتداد واستقلال، ويعبر الفصلُ منهما عن تجمع الشيء على ذاته بضغط أطرافه وردِّها كما في الكُلْكل القصير الغليظ والكلّ قفا السيف. وفي (كلو) يضاف معنى الاشتمال فيتجسّم التجمعُ في شيء كما في الكُلْيَة. وفي (كيل) تتوسط الياء بمعنى الاتصال، ويعبر التركيب عن اتصال الجمع مرة بعد أخرى كما في كَيْل الحب ونحوه. وفي (وكل) تسبق الواو بمعنى الاحتواء، ويعبر الفصل المسبوق بها عن الاحتواء على جَمع كأنما على كَلّ الشيء ويلزم ذلك الثقل كما في الرجل الوَكَل والوكالة. وفي (كلأ) تعبر الهمزة بضغطها عن تأكيد ما سبقها، فيعبر التركيب عما هو مادة الامتلاء والتجسم وهو الكَلأَ. وفي (أكل) تؤكد =
يُلْتَفَتُ إلى قصر بدنه وغلظه، لأن التميز بين الرجال يكون بطول القامة لا الأطراف، وكذلك صَدْر البعير والفرس يَنْتَأ قليلًا ثم يعرُض ويغلُظ ويستدير دون نتوء حدٍّ منه. ومن هذا النتوء مع الاستدارة جاء "الإكليل: ما أحاط بالظُفر من اللحم، وشِبْهُ عِصابة (تحيط بالرأس) مُزَيَّنةٍ بالجواهر. وروضةٌ مكَلَّلة كمُعَظَّمة: محفوفةٌ بالنَوْر. وغَمَام مُكَلَّل: محفوفٌ بِقطَعٍ من السحاب " (الاستدارة ارتدادٌ وانثناءٌ للشيء حتى يلتقي بذاته. فهي تجمُّع). وانَكلَّ الرجلُ والمرأة: تبسَّما (في التبسُّم يتقلّص - أي يتجمع - جانبا الفم، وتنفتح الشفتان قليلًا محيطتيْنِ بالأسنان)، والكِلَّة - بالكسر: السِتْر الرقيق يخاط كالبيت يُتَّقى بها من البعوض ". (تحيط بالفِراش فلا تدع شيئًا منه ينتشر عنها).
ومن هذا الأصل، أي من التجمع بلا حِدّة ولا امتداد، جاء الكَلال. "كَلَّ البعيرُ: أعيا من المشي (فتجمَّع - بَرَكَ أو وقف - بلا حدة أي بلا قوة، لا يمتدّ ولا يَذهب) والرجلُ: تَعِبَ. والكَلّ - بالفتح: المصيبة (تسمية بالمصدر)، والذي
= ضغطة الهمزة معنى ما بعدها فيعبر التركيب عن قوة الجمع بالأخذ والمضغ (والبلع) كما في الأَكْل. وفي (كلب) تعبر الباء عن تجمع وتلاصق ويعبر التركيب المختوم بها عن كون الجمع جَذْبًا وإمساكًا كما يفعل الكَلْب والكَلْبتان. وفي (كلح) تعبر الحاء عن الاحتكاك بجفاف وعرض، ويعبر التركيب عن ظهور العريض الجافّ والصُلْب متمثلًا في انقباض (= انكلال) الشفتين عن الأسنان وهي صُلْبة عريضة في وضع كريه كما في الكلوح عبوسًا. وفي (كلف) تعبر الفاء عن نفاذ بكثافة وطرد، ويعبر التركيب معها عن تحمل الشيء بكثيف غريب ينفذ من أثنائه إلى ظاهره كما في الأكلف والكَلَف. وفي (كلم) تعبر الميم عن التئام الظاهر، ويعبر التركيب معها عن التئام ذلك المتجمع فيغلظ كما في الكُلَام الأرض الغليظة.
هو عِيالٌ وثِقلٌ على صاحبه (عاجزٌ لا يمتد أو يتصرف، ولا قوة - حِدّة - له){وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ} [النحل: 76] وكذا "الكَلُّ اليتيمُ ". (محمول على ذاك لفقد الحدّة). ومن ملحظ عدم الامتداد: "الموروث كلالةً لا والد له ولا ولد "(ذهاب أطرافه وامتداده){وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ} [النساء: 12].
"ومن تجمُّع الشيء على ذاته في الأصل. جاءت "كُلّ "بمعنى جميع {قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ} [البقرة: 60]، {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 109]، {كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ} [البقرة: 20]. (أي كل مرة إضاءة). وكل (كلّ) في القرآن يئول معناها إلى معنى (جميع) هذا. فقوله تعالى {كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ} [البقرة: 116]{وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} [مريم: 95] معناها كل واحد منهم، فهي أدل على الجمع لأنها تنص على عدم تخلف أي فرد عن الحكم.
ومن ذلك الأصل كلمة "كَلَّا "، ذكروا من معانيها التنبيه [تاج] إلى الكلام الآتي أو لخَطَر الموقف الحالي أي جدّيته. ففي حالة اللفت إلى الآتي يكون فيها معنى الإضراب عما سبق للانتقال إلى أمر آخر، أو لمجرد الانتهاء. وقد تكون للنفي وإبطال قول القائل. وفي حالة اللفت إلى خطر الموقف تُفَسَّرُ بالتحذير وبالإيقاف وبالزجر أي أنها ليست بالضرورة لتنبيه من هو مخطئ على خطئه - كما جاء في [بحر 6/ 201] عند {كَلَّا سَنَكْتُبُ} [مريم: 79]. وفي {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ} [عبس: 11] قال [قر 19/ 215] أي لا تفعل بعدها مثلها: ثم أردف [قر] بما يناسب اختياره الجافي لمعنى كلمة (استغنى) قبلها. والذي أرى أن {كَلَّا} في [عبس: 11] للتنبيه إضرابا وهو توقف يؤخذ من الثقل، ونفْيٌ لتجشم مقتضى