الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(الضَرْعُ قبل أن يُرضَعَ مما فيه يكون إلى حد ما مُضَلَّعًا صُلْبًا من اكتنازه باللبن، فإذا رُضِعَ لانَ ورَق وتجرّدَ من ذلك الغِلَظ). و "مَلَق الحمارُ: ضرب بحوافره الأرض "(إصابة).
ومن التليين أو التجريد من الغلظ قالوا "مَلَقَ عينَه: ضَرَبها (لعل المقصود: فقلعها أو أفسدها)، ومَلَقه بالسوط والعصا: ضَرَبَه "(أي فأذهب نخوته وصلابته) وكذلك "ملق جاريته: نكحها) (هذه من التليين أو البسط).
ومن امّلاس الظاهر (على شدة الباطن وجفافه) جاء "المَلْق -بالفتح: المَحو، والإملاقُ الافتقارُ، والمُملِق- كمُحسِن: الذي لا شيء له (كما تقول العامة ماحٍ أو على البلاط أو نضيف) وهذا الاستعمال هو الذي ورد في القرآن الكريم: {من إِمْلَاقٍ} ، {خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ} [الإسراء: 31] أي خشية الفقر والحاجة ".
ومن معنوي ذلك الأصل: "المَلَق- محركة: شدةُ لُطف الوُد "(غاية النعومة في الكلام والمعاملة) ظاهريًا وليس من القلب.
•
(ملك):
{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4]
"قوائم كُلِّ دابةٍ مُلُكه -بضمتين مَلَّك النبعةَ- ض: صَلَّبها وذاك إذا يَبّسَها في الشمس مع قِشْرها. ومَلَكَتْ المرأةُ العَجين (ضرب): شَدّدَتْ عَجنَه أجادت عَجْنَه حتى يأخذَ بعضُه بَعضًا. ويقال للعجين إذا كان متماسكًا متينًا مملوك ومُمْلَك. ومَلَك الخِشْفُ أمه: قَوي وقَدَر أن يتبعها. وناقة مِلاك الإبل- ككتاب: إذا كانت تتبعها ".
° المعنى المحوري
إمساك أو امتساكٌ بشدة أو قوة مع شمول؛ كتَصْلِيب النَبْعة في ذاتها أو في شدة لصوق لحائها المحيط بها، بأن يصير كأنه من صميم جرمها، وقوائمُ الدابة تحملها وتنصبها كلها فهي قِوام بدنها. واتباعُ الخِشفِ أمّه، والناقةِ الإبلَ لحَاقٌ كالامتساك. وفي التعبير عن هذا اللحاق بـ (ملك) و (ملاك) مبالغة ما. (وقد جاء تفسيرٌ لمُلُك الدابة -بضمتين: بأنها القوائم والهادي. ولا أرجحه لما ورد في قولهم "ارحموا هذا الشيخ الذي ليس له مُلُك ولا بَصَر "فالهادي (= العنق) لا مدخل له هنا. وأيضًا لا مدخل له في قولهم "جَاءنا تقودُه مُلُكُه ". وفسروها بالقوائم والهادي).
ومنه "مِلاك الشيء -ككتاب وسحاب: ما يقوم به قِوَامه ونظامه ومعتمده ". (يجعله كيانًا ذا نفع أو وظيفة بذاته). و "الزم مِلْك الطريق، وخَلّ عن مِلْك الطريق- مثلثة: وَسَطه ومعظمه (الذي يجوز سالكيه ولا يخرجون عنه) وتمالكَ عن الشيء: مَلَك نفسه. واملِك عليك لسانك. وما تمالك أن قال
…
أي ما تماسك. وما تمالك أن وقع في كذا ". (لم يستطع أن يحبس نفسه).
ومنه "الملك- مثلثة: احتواء الشيء أو القدرة على الاستبداد به (إمساك له في حيز القدرة والتصرف. ومعنى الاستبداد الانفراد أي يكون له لا لغيره تبعية الشيء والتصرف فيه. جاء في [بحر 1/ 136] "والملك- بالضم هو القهر والتسلط على من تتأتى منه الطاعة، ويكون ذلك باستحقاق وبغير استحقاق (يعني كمن استولى على ملك بلد بغير حق) والمِلك -أي بالكسر: هو القهر على من تتأتى منه الطاعة ومن لا تتأتى منه (يعني كالبهائم والدور الخ) ويكون ذلك باستحقاق فبينهما عموم وخصوص من وجه ". والمَملوك: العبد. والمَلْك-
بالفتح: ما مَلَكَت اليد من مال وخول {فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيمَانُكُمْ} [النساء: 3]، {أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ} [النور: 61]. أي مما اختزنتم وصار في قبضتكم، وعُظْم ذلك ما مَلكه الرجل في بيته وتحت غَلَقِهِ .. ويدخل في الآية الوكلاء والعبيد والأُجَراء [قر 12/ 315] {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي} [الإسراء: 100]، {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إلا مَا شَاءَ اللَّهُ} [يونس: 49]-ومن هذا المِلكُ لولي المرأة- مثلثة: حَظْره إياها ومِلْكه لـ (أمر) ها. ومَلَكَ المرأة وأملِكها- للمفعول: تزوجها ".
ومن ذلك "المُلك "بالضم: (التسلط على باعة والتصرف في أمرهم -فهو من إمساكه بأمورهم حُكمًا وتدبيرًا)، {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} [الكهف: 79]، {أَلَيسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي} [الزخرف: 51]، {وَآتَينَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} [النساء: 54]، {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} [آل عمران: 26]. والذي في القرآن من التركيب بعضه من امتلاك الشيء وبعضه من الملك- بالضم. والسياقات واضحة. وأما (الملكوت) ففي [تاج] ما يفهم منه أنه المُلْك العظيم، ولذا قال إنه مختص بمُلك الله عز وجل {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الأنعام: 75] ويقال للملكوت مَلكُوَة مثل ترقوة بمعنى العز والسلطان، ثم كأنه ناقض فقال "يقال "له ملكوت العراق وملكُوَته أي عزه وسلطانه " {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيءٍ وَإِلَيهِ تُرْجَعُونَ} [يس: 83]، أي سلطانه وعظمته. وقال الزجاج: أي تنزيه الله عن أن يوصف بغير القدرة. وملكوت كل شيء القدرة على كل شيء "اهـ. وفي