الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} [الفجر: 17]، ويمكن أن تُفسَّر الأولى بالتوسعة على ما يأتي. ويُلمح العطاء أيضًا في "المكارمة: أن تُهدي شيئًا ليكافئك عليه ". والخلاصة أن لهذا المعنى مَداخلَه من استعمالات التركيب. وقد جاء في متن اللغة "وقيل إن الكرم إفادة ما ينبغي لا لغرض، فمن وهب المال لجمع منفعة أو جلب ضرر فليس بكريم ".
هذا، وما جاء في القرآن الكريم من التركيب لا يخرج معناه عن صورة من النقاء والرقّة والصفاء التي ذكرناها.
•
(كره):
{وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة: 32]
"يقال للأرض الصُلبة الغليظة مثل القُفّ وما قاربه: كَرْهَةٌ - بالفتح، وكَرَاهة - كسحابة. وجَمَل كَرْهُ الحِجَاجَين: شديدهما. والكَرْهاء - بالفتح: أعلى نُقْرة القفا "(هُذلية).
° المعنى المحوري
صَدٌّ وردٌّ عن الغئور بالنتوء أو الاندفاع إلى الإمام - كالكَرهاء: أعلى نقرة القفا، فهي عظمية ناتئة، ونقرة القفا غائرة، وكالأرض الصُلبة الغليظة وقوله وما قاربه أي في الصلابة والغِلظ، فالصُلْب الغليظ ناتئ، وما قاربه أقل نتوءًا، وكالحِجاجَين وهما الكهفان العظميان لمقلتي العينين، وحروف الحجاجين صُلبة ناتئة ينبت على العليا الحاجب وعلى السفلى بشرة الوجنة. والمهم أن بينها الفجوة التي فيها العين. (الذي في ل "جَمَل كرةٌ: شديد الرأس "لكن الذي في الشاهد الذي أورده "كره الحجاجَيْن "ثم ذكر بعده "الكرهاء - بالفتح: الوجه والرأس أجمع "، وأرجح أن المقصود صلابة الرأس
وتجرد الوجه من اللحم، ففي [تاج] "وجه كره - بالفتح وكريه: قبيح "وفي (قبح) "القبيح طرف عظم المرفق "فالقُبْح نتوء العظام متعرية من اللحم. ومن ذلك الردّ الذي هو نتوءُ صُلْب بجانب غئورٍ أُخِذَ معنى الكراهة. فهي صَدّ وردّ أي عدم قبول. فالقَبول دخولٌ وتغلغلٌ في النفس، {فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19]، والكرْه - بالفتح: الإكراه، وبالضم المشقة (أحد قولين) ويكون كل منهما بمعنى المكروه. لكن في الضم بالأصالة، وفي الفتح معنى الإكراه هو الأصل، والصيغة تقبل التأويل بـ (مكروه). {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ} [البقرة: 216]، {ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا} [فصلت: 11]. قال الزجاج "كل ما في القرآن من الكره - بالضم فالفتح فيه جائز إلا آية [البقرة 216]{وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ} [المصباح]. ومن الكراهة الإكراهُ لأنه تكليف وقسر على ما ليس مرغوبا {وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ} [طه: 73]. ومن الصور الحسية للردّ والدفع الذي أخذ منه معنى كراهة الشيء "ذو الكريهة من السيوف هو الذي يمضي في الضريبة "أي يندفع فيها. وكل ما في القرآن من التركيب فهو من معنى كراهة الشيء أي عدم قبول النفس إياه، أو الإكراه: حمل الإنسان على فعل ما يَكره. وسياقاتهما واضحة. {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} قصر النهي على الإكراه ليس لإجازة البغاء بالرضا، وإنما لأن الفتيات هنا هن الإماء، ومن عملهن التنقل هنا وهنا للخدمة، فيتاح لهن من الغياب عن الرقابة ما لا يتاح لغيرهن. فيكلون إطلاق نهي سادتهن عن تمكينهن شاقًّا، لأنه يتطلب أن يكون وراء كل أمَة حارس. فاقتُصِر على النهي عما كان من إستغلال بعض (السادة) إياهن في الباء.