الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
•
(كرس):
{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: 255]
"الكِرْس - بالكسر: (الدِمْن الذي تلبد بعضه على بعض في الدار) / الطين المتلبِّد بَعَرَتْ فيه الإبلُ وبوَّلتْ فركب بعضُه بعضًا. المَكْرَس: مكانه. والكِرْس - بالكسر كذلك: القلائد المضموم بعضها إلى بعض: قِلادة ذات كِرْسين وذات أكراس ثلاثة. تكرَّس الشيءُ وتكارس: تراكَم وتلازب، وتكرَّس أُسُّ البناء: صلُب واشتدَّ ".
° المعنى المحوري
تراكمُ الشيء مُتلازبًا طبقاتٍ حتى يعلو. ومنه الكُرّاسة لتجمع أوراقها كالطبقات. ومنه الكُرسيّ - بالضم ويكسر: ذاك الذي يُجلس عليه (لارتفاعه مع الجلوس المريح عليه مرةً بعد مرة دائمًا، فهذا الجلوس من باب التراكم المتوالي وهو علوّ أيضًا). {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ} [ص: 34]. {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: 255] قيل: المراد به علمه، وقيل قدرته سبحانه وتعالى [وينظر قر 3/ 276 - 278]. وفي [بحر 2/ 289] وقيل (الكرسيّ): السلطان والقدرة، والعرب تسمى أصل كل شيء الكرسيّ "اهـ المراد. وعليه يمكن أن يعبّر عن المُلك بالكرسي وقوله بعده {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} يرجح هذا.
•
(كرم):
{قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} [يس: 26، 27]
"الكَرْم - بالفتح: العِنَب، والقِلادةُ من الذهب والفضة. والكَرَم - محركة:
أرضٌ مُثارة مُنَقّاة من الحجارة، وكَرَمُ الفرس: أن يرقّ جِلْدُه ويلين شعره وتطيب رائحته. وقد كَرّم السحابُ - ض، وللمفعول أيضًا): جاد بمطر كثُر ماؤه ".
° المعنى المحوري
رِقّة الشيء المتجمِّع ونقاؤه أو صفاؤه، مع قبول النفس له. كحَبّ العنب، وفصوص الذهب والفضة - وهما من أَرَقّ الجواهر، وكالأرض المنقّاة من الحجارة مع صلوحها للزراعة وغيرها، وكرقّة جِلْد الفرس وشعره مع طيب رائحته. والماء المتجمع رقيق عظيم النفع وكثرته تتيح صفاءه. ومن ذلك:"الكَرَامة - كسحابة: الطَبَق الذي يوضع على رأس الحُبّ (= الزير) والقِدْر "(يحفظهما نقيين لا يسقط فيهما قَذًى). وكذلك "تَكْرِمة الرجل: الموضع الخاص لجلوسه من فراش أو سرير "(يحفظه من القذى وأدران الأرض). {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ} [يوسف: 21] كناية عن الإحسان إليه في مأكل ومشرب وملبس [بحر 5/ 293].
وهذا الأصل هو ما يُعنَى بالتنزه، قالوا:"تكرَّم الرجلُ عما يَشينه: تنزّه "وعبارة أبي حيان تعليقًا على {وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال: 4] كريم صفة تقتضي رفع المقام كقولهم "ثوب كريم، حسب كريم "[نفسه 4/ 455]{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} [الإسراء: 70] جعلناهم ذوي كرم بمعنى الشرف والمحاسن الجمة [نفسه 6/ 58]. ومن تلك المحاسن حسن التقويم، والعقل واللغة، والمسئولية، وما يرقى إليه من خصال نبيلة، وتعبّد يقربه من مستوى الملائكة. ومن أهل هذه الصفة "الكريم: الذي كرَّم نفسَه عن التدنس بشيء من مخالفة ربه " {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13](الأتقى هو الأنقى من الذنوب){وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} [النساء: 31] معنى كرَمِه فضيلتُه ونَفْى العيوب
عنه، كما تقول ثوب كريم، وفلان كريم المحتد [بحر 3/ 244]، {إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ} [النمل: 29] فُسِّر بأنه كان مختومًا (وهذا يتأتّى لغويًّا لكنه أَدْون مما يمكن أن تقصده الملكة){وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان: 72](لا يتلوثون به) وفي [طب شاكر 8/ 126] عن قوله تعالى: {وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} [النساء: 21]. قال ابن عباس: الإفضاء المباشرة، ولكن الله كريم يكنى عما يشاء ". {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ} [الواقعة: 77، 78]. حسن مَرْضي في جنسه من الكتب، أو نفّاع جَم المنافع، أو كريم على الله تعالى [بحر 8/ 213] ولو قال: نقىّ لا يشاب بأي باطل: خُلفٍ أو اختلاف، ولا تصل إليه مكايد أعداء الله .. لكان أقرب {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} [التكوير: 19] المراد بالرسول هنا جبريل [بحر 8/ 424].
هذا والكرم بالمعنى الشائع، وهو الجود، يؤخذ من الأصل من حيث إنّ الجواد سَمْح المس سَهْلها ليس كزًّا كثيفًا غليظًا، ومن حيث إن الجود بذل (قد يخفف كثافة تراكم المال عند الإنسان)، ومع تفسير [ل] الاسمَ الشريف "الكريم "من الأسماء الحسنى - بأنه "الكثير الخير الجوادُ المعطي الذي لا ينفَد عطاؤه "بالإضافة إلى تفسيره بـ (الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل
…
وكل ما يُحمد) لم أجدهم أوردوا كرم الثلاثي أو أكرم بمعنى جاد وأعطى، ضد شَحّ وبَخِلَ، كما شاع:"أكرمَ الضيفَ "مع أن هذا المعنى متحقق في تفسير الاسم الجليل السابق، ويُلمح في قولهم للرجل الكريم "مَكْرَمان - بالفتح: إذا وصفوه بالسخاء وسعه الصدر ". ومعنى العطاء يُلمح في قوله تعالى: {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ} [الفجر: 15] إذ تقابل {وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ} [الفجر: 16] وقد تلمح في {لَا