الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكثرة بنفيه (لا يُحصَى/ بغير حساب). ووُصِف البخيل بأنه "كَتِيت: بخيل سيّئ الخُلُق ". والمُسارّة بالكلام حَصْر له؛ فلا ينتشِر. ومنه: "الكَتْكَتة: سُرعة الكلام وإتباعُ بعضِه بعضًا، وتقارُب الخطو في سرعة، وهو كَتْكات - بالفتح فيهما "، (نقلات دقيقة قصيرة في الخطو، وفي الكلام، وإن كانت متتابعة). ونُظر إلى قِصَر المسافة التي تُقطع فقيل: "الكَتْكَتة: المشي الرُوَيْد. أما قولهم: "كَتَّتْ القِدْرُ والجَرَّةُ: غَلَتْ وماؤها قليل، وكَتَّ النبيذُ: بدأ غَلَيانُه قبل أن يشتدّ. والكَتْكَتة في الضحك: دون القهقهة، وكذا كَتِيت البَكْر: دون هديره "فكل ذلك: إمّا من القِلّة (الدقة) في الأصل - وذلك واضح كالمصرَّح به، وإما أنها محاكاة صوتية.
•
(كتب):
{هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ} [الجاثية: 29]
"كَتَبَ السِقاءَ والمزادة والقِرْبة (نصر): خَرَزها بسَيْريْن "(يَضُم السَيْرُ جانِبي شَقِّ الجِلْد المُراد جَعْلُه قِرْبة). وكَتَبَ الدابةَ والبغلةَ والناقةَ: خَزَم حياءها بحَلْقة حديدٍ أو صُفْرٍ تضُم شُفْريْ حيائها؛ لئلا يُنزى عليها (بغير عِلْمه أو رضاه)، وكَتَبَ الناقة: ظَأَرها فَخَزَم مَنْخِريها بشيء؛ لئلا تَشَمّ البَوَّ؛ فلا تَرْأَمَه ".
° المعنى المحوري
إلصاقٌ بدقة وقُوّةٍ: كإلصاق جانبي شَقّ القِرْبة والحَياء وفتحة المَنْخِر بالخرز والخزم. ومن ذلك: الكتابةُ المعروفة فهي إلصاق الكلام بتثبيت رموزه في وجه مادةٍ قوية: حَجَرٍ أو جِلْد .. إثباتًا قويًّا تصعُب إزالته. وقد كانت أول الأمر نَقْشًا وحَفْرًا في الألواح الحجرية والطينية المجفَّفة، ثم رسما على الجلد والورق.
وقد جاء في أمثالهم "إنما خَدَّشَ الخُدُوشَ أَنُوش " (مجمع الأمثال للميداني
رقم 40) يقصدون بالخدوش الكتابة، وكذلك "وَحْى في حَجَر "(رقم 4429) أي كتابة، ويعبّرون عن الكتابة أيضًا بالنَقْر وبالزَبْر والنَقش - وهنّ نحت في الحجارة أيضًا، والواقع التاريخي يؤيد ذلك. {وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ} [البقرة: 282 وكل ما هو من التركيب في هذه الآية والتي تليها فهو من الكتابة بالمعنى المشهور] وكذا ما في [البقرة: 79، النساء: 153، الأنعام، الأعراف: 145، 157، الفرقان: 5، النمل: 28، الطور: 41، القدم: 47]. ومكاتبة العبد لإعتاقه {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا} [النور: 33] يمكن أن يكون التعبير من كتابة الشروط، ويمكن أن تكون من معنى الالتزام في المشارطة، المأخوذ من الإلصاق.
ومن ذلك الإلصاق جاءت بمعنى الإلزام والفَرْض {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى} [البقرة: 178]، {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة: 183] أي أُلصقَ بكم وأُلزمتم (وانظر فرض). {كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} [النساء: 24] كأنه قيل كتب الله عليكم تحريم ذلك كتابا [بحر 3/ 222] فالكلمة هنا مصدر. وسائر ما في القرآن من التركيب فهو - عدا كتب الله المنزلة - بمعنى الفرض أو القضاء بأمر، والتسجيل كتابة أو في كتاب. {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا} [الفرقان: 5] أمر أن تُكْتَب له. {فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ} أي تُلقى عليه ليحفظها، لأن صورة الإلقاء على المتحفظ كصورة الإملاء على الكاتب [بحر 6/ 441 - 442].
ومن الأصل المذكور "أُخذت كتيبة الجيش "(وهي جماعة متماسكة لأن الكتيبة كانت تُكَوَّن من أفراد قبيلة بعينها، وعُلِّلت أيضًا بكتابة أسمائهم).