الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العلم ووَعْيه إياه، أو نُظِر إلى لازم ذلك (افتراضًا) وهو النقاء من الذنوب. وفي الحديث:"لا قُدِّسَت أمة لا يؤخذ لضعيفها من قويها "قالوا أي لا طُهِّرت. وقوله تعالى: {وَنُقَدِّسُ لَكَ} [البقرة: 30]. فُسِّر [في طب 1/ 475] بنقدسك من التقديس الظهير والتعظيم والتمجيد و [في قر 1/ 277] نحوه. ولعل الأدق ونُخَلِّصُ أنفسنا وعبادتنا دائمة لك، فالسُبُّوح المنزَّه والقدوس الذي (يجب) أن نُخْلِصَ العبادةَ له. والله أعلم. ومن الصَّوْن الكامل يتأتى النقاء والطهارة {فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} [طه: 12 ومثله ما في النازعات: 16، المائدة: 21] وروح القُدُس هو رُوح الطهر {وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} [البقرة: 87 وكذا كل (روح القدس)]. والمراد جبريل عليه السلام [بحر 1/ 467 - 468]{ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ} [المائدة: 21]: أريحا أو موضع بيت المقدس أو إيلياء. [نفسه 3/ 469].
•
(قدم):
{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا} [آل عمران: 147]
"قَيْدُوم الجَبَل - بالفتح: أَنْفٌ يَتَقدم منه، وهو من كل شيء مُقَدَّمُه وصَدْرُه. والقَدَمُ - محركة: أسفلُ الرِجْل الذي يَطَأ عليه الإنسان من لدن الرسغ. وقادِمَة الرَحْل: الخشبةُ التي في مقدَّمه. ومُقَدِّمَة كل شيء: أولُه. والقَدُوم آلة للنجار والنحات ".
° المعنى المحوري
سَبْقُ الشيء نافذًا إلى الأمام بقوة أو حِدَّة. كما ينتأ قيدوم الجبل سابقًا عُظْمَ جِرْمِه نافذًا في ما أمامه، وكذلك قادمة الرَحْل. وأرجح أن تسمية القَدَم إنما هي لتقدمه عند السير أي هو الذي يسبق فيرتكز عليه السائر في
تحركه إلى الأمام مع هيأته التي تساعد على ذلك، والقدوم ينحت جسم الخشبة، أي يأكل منها غائرًا إلى داخل جرمها متقدمًا فيه. فمن (القدم) التي يُمشى عليها {وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ} [الأنفال: 11 وكذا ما في الرحمن: 41] وهي تصلح للكناية مثل {وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]. ومما يصلح للكناية والحقيقة {نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا} [فصلت: 29]. وأما {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ} [يونس: 2] فمعناها سابقة خير [ينظر بحر 5/ 134] أي أن سبْقهم وصدقهم محفوظ سيجزون به.
ومن السبق قيل "قَدَمَ الرجلُ القومَ (نصر وقعد): سَبَقهم وتقدمهم. وكذا قدِمَهم بكسر العين (شرب). {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ} [هود: 98]. ومنه "قدّم الشيءَ - ض: جعله أمامه (أسبقه أمامه){فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} [المجادلة: 12، وكذا ما في 13]{يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ} [يوسف: 48](ما ادخرتموه لهن مسبقًا) وكل (قدّم) ومضارعها، (قدمت أيديكم، أيديهم / يداه) فهي بمعنى: عملت من قَبْلُ. كما قال تعالى {هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ} [يونس: 30][ينظر بحر 1/ 480]{يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} [الفجر: 24] أي لحياتي في الدنيا أي حين حياتي، أو لحياتي في قبري [نفسه 8/ 466]. {أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا} [ص: 60، وكذا ما في 61] بما ألقيتم إلينا وزينتم من الكفر [نفسه 7/ 389] (أي تسببتم فيه والسبب مقدّم) {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ} [المائدة: 80] أي سولت وزينت [قر 6/ 254] (أي تسببت بذلك {لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات: 1]: لا تقدموا قولًا ولا فعلًا بين يدي الله وقول رسوله وفعله في ما سبيله أن تأخذوه عنه من أمر الدين والدنيا [قر 16/ 300] (أي لا تُفْتُوا ولا تَقْضُوا قبل أن تعلموا ما حُكْمُ الله ورسوله فيه. {بِمَا قَدَّمَ
وَأَخَّرَ} [القيامة: 13 وكذلك ما في الانفطار: 5]: الظاهر حمله على العموم فيكون كناية عن كل ما عمل أولًا وأخيرًا)، أو قدّم من عمل وأخرّ من سُنة يُعمل بها بعده. وكل ما ذكره المفسرون مما يقدّم ويؤخر تمثيل، وصالح. فهي عبارة من الجوامع [ينظر بحر 8/ 377] {وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ} [ق: 28] (أسلفت في الدنيا التنبيه بالوعيد) لمن عصاني، فلم أترك لكم حجة [نفسه 8/ 126].
و"قَدَم كقعد، ض، وتقدم، وأقدم، واستقدم بمعنى {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} [المدثر: 37] أرجح أن المراد: أن يقبل الدعوة الراشدة ويتنبه للإنذار، أو يُعْرِض [ينظر نفسه 8/ 370] ومثلها ما في [الحجر: 4]. {لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ} [سبأ: 30 وكذا ما في الأعراف: 34، يونس: 49، النحل: 61]، {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: 2]. (ذنوب الأنبياء نسبية، منها درجات قربهم وأحوالهم السابقة مع الله بالنسبة لما ترقّوا إليه. حسنات الأبرار سيئات المقربين. وينظر تفسير ابن عطية لآية البقرة 129) "وقُدَّام ظرفٌ نقيضُ: خلف، والقُدَّام مِن الناس من يتقدمهم بالشرف ".
ومنه "قَدِمَ المدينة - كشَرِبَ: أتاها (كأن الأصل: سبق إليها) وإلى الأمر: قصد له (اتجه له/ جعله أمامه){وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: 23].
ومن التقدم المذكور جاء "القِدَم - كعنب: ضدُّ الحدوث "إذ هو سبق زمني (بالنسبة لموقف التحدث أو لمقامه) كالسبق والتقدم المكاني. "قدُم الشيء (كرم/ فهو قديم وقُدام){فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ} [الأحقاف: 11]، {كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} [يس: 39، وكذا ما في يوسف: 95]، {أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ} [الشعراء: 76].