الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فالشواهد الكثيرة تعني أن الاستعمال غير نادر. وقد أوّله بعضهم فجعله من الكذب ضد الصدق، وأرى أنه إكراء بجدوى ما بعد (كَذَبَ)، وكونِه طيبًا، أخذًا من الرخاوة والسهولة اللازمة لانقطاع الحدة أو ذهابها، في المعنى العام الذي قدمناه.
°
معنى الفصل المعجمي (كذ):
الرخاوة النسبية كما يتمثل في الكذّان: الحجارة الرخوة كالمَدرَ - في (كذذ)، وفي نقص الحدة من الحرارة حين تنكسر، ونقص الجِد والشدّة في كَذِب السير أي كونه خاليًا من الجِد - في (كذب).
الكاف والراء وما يثلثهما
•
(كرر - كركر):
{ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ} [الإسراء: 6]
"الكَرّ - بالفتح: الحَبْلُ الذي يُصعَد به على النخلة، وبالضم: مكيال لأهل العراق، وبهما: الموضع يُجمَع فيه الماءُ الآجِن ليصفو، والحِسْيُ (= رمل يتجمع تحته ماء من المطر). كَرَّرْت عليه الحديث - ض، وانهزم عنه ثم كَرّ عليه كرورا ".
° المعنى المحوري
معاودة الشيء إتيانًا أو انتقالًا إليه مرةً بعد أخرى لتحصيله (1): كما يُفعل بالكَرّ المذكور: إما لأنه يُعاد الصعود به مع أنه ليس سُلَّمًا؛
(1)(صوتيًّا): تعبّر الكاف عن ضغط غئوري دقيق يتأتّى منه القلع والامتساك، والراء عن استرسال، والفصل منهما يعبّر عن معاودة بجهد وقوة كما في الكَرّ الذي يُصعد به على النخلة. وفي (كرب) تعبّر الباء عن تجمُّع رِخو وتلاصق، ويعبّر التركيب عن لصوق ما يعرو ظاهرَ الشيء من كشف مثل كَرَبِ النخل، وفي (كرس) تعبّر السين عن نفاذ بدقة =
فلا يُتوقَّع منه ذلك، وإما لأن الارتفاع به يقع مسافةً بعد مسافة). وكشأن المكيال يكال به الحَبُّ فيُنقَل مرةً بعد مرة، وكجمع الماء في مَقَرٍّ ثم جَمْعه - بعد نقله - في مقرّ آخر ليصفو، وكالحِسْي يحصُل فيه الماءُ دَفْعةً بعد دَفْعة تسرُّبا من أعلى، وكتكرار الحديث، وعَوْد المحارب إلى خَصْمه أو إلى المُعْتَرك بعد انهزامه. وكلّ معاودة للشيء فهي كَرّة {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ} [الملك: 4] أي مرتين، {لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً} [البقرة: 167 والزمر: 58 وكذا ما في الشعراء: 102] (دورة أخرى في الحياة){قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ} [النازعات: 12]. أي رَجْعة خائبة [قر 19 - 198]{ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ} [الإسراء: 6] أي الدَوْلة والرَجْعة، إذ كانت لكم، ثم زالت، ثم أُرجعت لكم/ لمّا تُبتم ورجعتم [ذاته 10/ 217].
ثم استُعمل في مجرد الرجوع: "تَكَرْكَر الماءُ: تراجع في مسيله. وكَرْكَرْته عن كذا: رَدَدْته وحبسته. والكَرْكَرة: الطَحْنُ (وهو إدارة للرَحى وعَوْد وإرجاع)، وتصريفُ الريحِ السحابَ إذا جمعته بعد تفرُّق (إرجاع). وكِرْكِرة البعير - بالكسر: زَوْره الذي إذا بَرَكَ أصاب الأرض، وهي ناتئة عن جسمه كالقُرْصة "(إما لتكرار البروك عليها، وإما لاستدارتها فمحيط الدائرة ليس له طرف).
= وقوة وامتداد، ويعبّر التركيب عن تراكم الشيء طبقاتٍ متواليةً بامتداد الزمن كالكِرْس. وفي (كرم) تعبّر الميم عن استواء ظاهر والتئامه على شيء، ويعبّر التركيب عن الالتئام على متجمع نَقِيّ (وجاء النقاء من استرسال الجرم ومادة كرر فيها تنقيةُ الماء وغيره أيضًا كما في الكَرّ الحِسْي وصوت الميم فيه لطف) كما في الكَرْم: العنب. وفي (كره) تعبّر الهاء عن إفراغ ما في الجوف، ويعبّر التركيب المختوم بها عن الصلابة بسبب إفراغ المسترسل (المائع) وذهابه كما في الأرض الكَرْهة.