الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن دقة. فالقسطاس تعني الم
قسِّم
بدقة. وذلك عمل الميزان. وكما رأينا في كلمة قرطاس وهو الأديم الذي ينصب للنضال يصيبه الرامي فيقال قرطس، فكأن معنى القِرْطاس المنفوذ فيه أو الذي يُثقَب. كلذلك فإن معنى القِسْطاس الذي يفرَّق ويقسَّم به بقدَر أي الميزان، ولا غرابة. ووضح بذلك أن ادعاء تعريبه تمحل لا مبرر له. فأنا مع صاحب المصباح في قوله إنه عربي مأخوذ من القسط. فالكلمة في جذرها وفي صورتها الأخيرة تحمل معناها بلا تأول أو تكلف. فكيف نترك هذا إلى زعم غريب الأساس يرد كلمتنا إلى كلمة فيها اختلاف حروف عن كلمتنا وتحمل معنى غير معنى كلمتنا، ثم نؤولهما ونتمحل لالتقائهما.؟!
• (قسم):
{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} [البلد: 1، 2]
"القِسم - بالكسر، وكمِنْجَل، والقسيم: تصيب الإنسان من الشيء/ الحَظُّ والنصيب من الخير. (وحصاة القَسْم توضع في أسفل القَعْب يُقَسَّم الماء بينهم لكل شاربٍ بقدْر ما يغمرها، وذلك حين يَقِلّ ماؤهم وهم سَفْرٌ في الفلوات) قَسَمْت الشيء بين الشركاء (ضرب): (جزّأته) وأعطيت كل شريك قِسْمَه وقَسِيمه. وتقسموا الشيء واقتسموه وتقاسموه: قَسّموه بينهم ".
° المعنى المحوري
تجزئة من أجل ضم الأجزاء الى أشخاص: كما هو واضح. {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى} [النساء: 8 وكذا ما في النجم: 22] أي التقسيم فهي اسم مصدر. {أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ} [القمر: 28] أي مقسوم بينهم لها شِرب يوم ولهم شِرْبُ يوم [الكشاف 4/ 427]، {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ
رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الزخرف: 32] فهم عاجزون عن تدبير أمر ما يصلحهم في دنياهم والله هو الذي يدبر ذلك، وفاوت بينهم ليصرّف بعضهم بعضًا في حوائجهم ليتعايشوا، ولو وُكِلوا إلى أنفسهم لضاعوا. فكيف يطمعون أن يدبروا هم أمر النبوة وتخير من يصلح لها [ينظر الكشاف 4/ 241 - 242] {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا} [الذاريات: 4] قيل في المراد: الملائكة تأتي بأمر مختلف بالغلظة وبالرحمة وبالموت .. بالخِصْب والجَدْب والمطر والموت والحوادث. [قر 17/ 30] وفي [ل]: "الملائكة تُقَسِّم ما وُكّلَت به ". {لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ} [الحجر: 44] لكل باب من أبواب جهنم جزء محدّد من مستحقيها يعذَّبُ أهلُ كلٍّ منها على قدْر أعمالهم. [ينظر قر 10/ 30 - 32، بحر 5/ 442 ففيهما تفاصيل] و "الاستقسام بالأزلام "من هذا إذ هو طلب معرفة الحظ والقسمة (في مشروعٍ أو نيةٍ ما) بإجالة القِدَاح في الكنانة وإخراج أحدها، فإذا خرج الآمِر مَضى المستقسِم في مشروعه، وإذا خرج الناهي انتهى، وإذا خرج الغُفْل عاد فأجال {وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ} [المائدة: 3].
ومنه "القَسَام - كسحاب وسحابة: الحُسْن والجمال. هو قَسِيمُ الوجه ومُقَسَّمُه - كمُعَظَّم: جميلُه ". وهذا كما قالوا: الجمال حُسْن تناسق الأجزاء فلا يكون أحدها أملأ أو أخس مما يستحق، وبينها تناسق وهذا جمال وقسامة معًا. وخرّجها الجوهري على أن "القِسْم: النصيب (من الخير) "ويجرى - على الإطلاق من القيد - بتقديره كما يقال محظوظ أي ذو حظ عظيم ومجدود كذلك.
ومنه "أقسم بالله: حلف "كأنه جعله من قِسْمه ومن نصيبه أي معه أي أشهده على ما يقول - كما في {وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ} [البقرة: 204]. وكما