الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تراكيب مكونة من أحرف علة
•
(أوو / أوى):
{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 40 - 41].
"أَوَيت منزلي، وإلى منزلي. أويت الرجلَ إلى وآويته. أويت فلانًا: أويت إليه. المأوَى: المنزل، كل مكان يأوي إليه شيء ليلًا أو نهارًا. "على أن تُؤْوُني وتنصروني أي تضموني إليكم وتحوطوني ". أوى إليه أَوْيةً وأيّةً: رَقّ ورَثَى له أَشْفَقَ عليه. اسْتَأْوَيته: استرحمته. تأوَّى الجُرْح: تقارب للبرء ".
° المعنى المحوري
ضَمٌّ مع ضعف ما -كما في الإيواء للنصرة والحياطة، وكما في تأوِّى الجُرْح، فإنّ تقاربه للبرء يتمثل في تضامّه. وكما في الأُويّ إلى المنزل، وكذا إيواء الرجل، وكذا المأوى المنزل، فكل ذلك لا يستعمل فيه (أَوَى) إلا لضعفٍ ما - كالحاجة إلى الحماية من عدوّ أو مخوف أو جوٍّ يضر التعرض له، وكالحاجة إلى الراحة أو إحساس الآوى بحاجة المأويّ إلى العطف ونحوه. وقولهم:"أَوَى له: رَقَّ ورَثَى له أشفق عليه "هو مما برز فيه الضعف أكثر، ويتمثل الضم في التألم له والرثاء والإشفاق فكل ذلك مشاركة في الألم وانضمام إلى من يعاني منه فيه. وقولهم:"الأوَّة- بالضم: الداهية "هي من نفس هذا المعنى المحوري لكن مع زيادة الضعف. فالداهية - والعياذ بالله - مُضْعِفة مُوهِية، والضم فيها إصابتها -كما تسمى نازلة. ومن هذه الواوية أيضًا قالوا:"أوِّ مِن كذا: على معنى التحزن / تشكِّى مشقةٍ أو همٍّ أو حُزن ".
والذي في القرآن من التركيب أكثره من الأُوِيّ أو الإيواء: الضمّ لمعنى مما ذكرناه: الحماية .. {إذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ} [الكهف: 10]{وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا} [الأنفال: 72]{تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوي إِلَيكَ مَنْ تَشَاءُ} [الأحزاب: 51] .. وسائر ما في القرآن من التركيب مثل {وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ} [آل عمران: 162]{وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ} [آل عمران: 151]{فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 39] .. هو مما اقتُصِر فيه على معنى الضم. وقد ينظر إلى الأصل فيحمل معنى التهكم أيضًا.
وأما (أَوْ) العاطفة فهي من المعنى المحوري أيضًا لأن العطف ضَمّ. ويتمثل الضعف في معناها في التردد بصوَرِه الكثيرة. فمنه تعديد الحالات {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43، المائدة 6](أو) الأولى تخيير (تعديد حالات) و (أو) في (أو جاء أحد منكم من الغائط) بمعنى واو الحال، (أو) الثالثة معطوفة على ما قبلها بمعناها (أي هذه من تعديد الحالات) {وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا} [الإنسان: 24] هذه للتخيير، ولكنها في النفي تعني لا هذا ولا هذا. فالنهي هو عن طاعة كل منهما. {لَيسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ} [آل عمران: 128] قيل إنها للتخيير وجملة {لَيسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيءٌ} معترضة. وقيل إنها بمعنى (إلا أن)[ينظر بحر 8/ 56]. {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} [الصافات: 147] قيل إن الترديد حسب نظر البشر وحَزْرهم لو