الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
° المعنى المحوري
نفاذ الشيء بقلة أو ضَعفٍ لضيق مَنْفَذِه كالصُنْبور للقناة والخرْق لماء الحائط وحَلقة الدرع. ومنه "قَتَر المتاع وقَتَّره - ض: أدنى بعضه من بعض. وقَتَر ما بين رِكابه "فهذا وذاك من تضييق المسافة بين الأمتعة، وبين الركاب. ومن ذلك: "قَتَر على عياله (ضرب وقعد): ضيّق عليهم في النفقة. وكذلك التقتير والإقتار. والقَتْر - بالفتح: الرُمْقَة - بالضم: القليل من العيش يمسك الرَمَق - في النفقة {لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67]، {عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ} [البقرة: 236] (المُقْتِر صاحب الرزق القليل){وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا} [الإسراء: 100].
ومنه "قَتَرت النار: دَخّنت، والقُتار - كصداع: ريحُ الشِواء إذا ضُهَّبَ (أي شُوِى دون إنضاج) على الجَمْر. وكذلك "القَترة - بالتحريك: غُبْرة يعلوها سواد كالدخان (مادة الدخان والغَبَرة ذرات بالغة الدقة تنفذ من النار شيئًا فشيئًا، لكن تجمّعها يجعلها طبقة نعوذ بالله منها {وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ} [يونس: 26 ومثلها ما في عبس: 41].
•
(قتل):
{فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ} [البقرة: 251]
"ناقة باقية القَتال - كسحاب: وهو الكِدْنة والغِلَظ أي هي وإن هُزِلَت فإن عملها باق. وبقي منه قَتَال: إذا بقي منه بعد الهُزَال غِلَظُ ألواح. وتأخَّرت الناقة عن النوق لثِقَل قَتَالها أي شَحْمها ولحمها. والقَتَال: الجسمُ واللحمُ، والنفْسُ وقبل بَقِيَّتُها ".
° المعنى المحوري
قِوام الشيء المتمثل في ما ينبثّ من الحيوية والحدَّة في مادته: كألواح البعير الذي هُزِل لكن بقى عمله. والقتل بالمعنى الشائع أصله إصابة ذلك، ولذا قيل "قَتَل الخمر (نصر): مَزَجَها بالماء "فالماء يقضي على حِدَّتها التي هي هَدَف شاربيها، والعياذ بالله. ومنه قتْل النفس: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} [الأنعام: 151] فالقَتْل هو القضاء على الحياة التي في بُنْيان البدن. فانصباب القتل على النفس في أكثر من عشرة مواضع في القرآن الكريم له أساسه اللغوي (ثم إن هَدْم البدن يزهق النفس ضرورة. وهذا هو المعلم المشهور المتعامل به في حَدَث القتل). ومما ذكرنا قولُهم: "قتل غَليلَه: سقاه فزال غليلُه (أي أصاب ما ببطنه من حدة) بالرِيّ. وتَقَتّل الرجل للمرأة: خضع وذلّ بالحب (ذهبت خشونة رجولته). واقتُتِل الرجل - للمفعول: جَبُن (ذهبت قوة قلبه وهي من جنس الحدّة). وفلان مُقَتَّل - كمعظّم: مُضَرَّس " (عَلّمته التجارب كأنما عُضّ بالأضراس، ومثل هذا يكون حليما غير حادّ). ومن هذا: "قَتَلَ المسألة والأمرَ علما " (كأنه ذَلَّل كل ما فيها مرت معضلات وألغاز كما قالوا: دَرَس الأمرَ)، وبه قيل في قوله تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} أي ما أصابوا كبد الحقيقة في العلم به حتى وصلوا إلى اليقين. وبالنظر إلى سلب الحدَّة والشدَّة يمكن أن يفسر الحديث "إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الأخير منهما "بخذلانه وسَلْب حدته بعدم مناصرته، وهذا ملحظ جيد. وفُسّر قوله تعالى:{قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} [عبس: 17]، {قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [التوبة: 30] وأمثالها باللعن، وهو إبعاد من الرحمة حَمْلًا على القتل إزهاق الروح، وقد تفسَّر في ضوء الأصل بإذهاب بأس هؤلاء المقتولين والمقاتلين بإحباط سعيهم وإبطال