الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ييبس: {فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا} وصف الطريق بما آل إليه، إذ كان حالة الضرب لم يتصف باليُبْس .. [بحر 6/ 245]. {وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59)} [الأنعام: 59] هذا تصنيف يكاد يشمل كل الموجودات، ويضاف إلي ما سبقه في الآية، لإفادة شمول علمه تعالى أحوال كل شيء. {وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ} [يوسف: 43، 46] أي وسبعَ سُنبلات أُخر يابسات قد أدركت (أي تم نضجها) واستحصدت (أي آن أن تُحصَد) فالْتَوَت اليابساتُ على السنابل الخضر حتى غلبن عليها [بحر 5/ 310].
ومن مادّي الأصل: "الأيبسان: عظما الوظيفين من اليد والرِجْل (للدوابّ)، والظنبوبان (ما لا لحم عليه من عظم الساق). ومن المجازي والمعنوي "وَجْهٌ يابس: قليل الخير. وسكران يابسٌ لا يتكلم من شدة السكر، كأن الخمر أسكتته بحرارتها ".
•
(يمن):
"اليمين ضد اليسار "[والمتبادر أنه اليد اليمنى، وقد قيل في تفسير {لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45)} [الحاقة: 45] باليد اليمنى]. "اليمين: القوة والقدرة. واليمين -أيضًا: البركة، كاليُمْن "[كل هذه الاستعمالات من تاج].
° المعنى المحوري
أداة قوة وعَون أساسية علي كل عمل: كاليد اليمنى فإنها هي الأداة الأساسية التي يبادر بها كل الناس إلى التناوال، أو الإمساك بشيء، أو أداء عمل ما. وهذا كما يلاحظ في المصافحة بين بني البشر، ومن أجله اختصُّوا من تسبق يده اليسري للعمل باسم، مما يدل علي أن ذلك خلاف الأصل. فهو في العربية: الأعسر، والإنجليز يسمونه left - handed،
والفرنسيون يسمونه gaucher (1) .
فهذا يبرهن أن اليد اليمنى سُمّيت كذلك لأدائها القسط الأعظم في الأعمال، وهذه قوة لا شك، كما أن الإنجاز نفع وهو هنا نفع دائم وهذا هو معنى البركة. وبما أن (قلب) الإنسان معلق في الجانب الأيسر من صدره عادة، فإن (يمين) البدن هو الجانب المقابل للجانب الأيسر. (الذي فيه القلب).
واليمين والجهة اليمنى هي التي تبدأ من جانب شقك الأيمن أو يدك اليمنى مبتعدة علي استقامة جانبك إلى ما شاء الله.
ثم إنهم سموا "الحَلِفَ القسَم يمينًا، قال في [تاج] سمي باسم يمين اليد، لأنهم كانوا يتماسحون بأيمانهم فيتحالفون / كانوا إذا تحالفوا ضرب كل امرئ منهم يمينه علي يمين صاحبه "وجمعه أَيمُن وأَيمان.
والذي في القرآن من التركيب هو:
أ- اليمين بمعنى اليد اليمنى. وبهذا المعنى كل (يمينك)، و (يمينه) مطلقًا، و (أيمانكم، أيمانهم) إذا سُبِقت أيٌّ منهما بـ (ملكت) أو (عقدت) أو كانت مقابلة لجهة بدنية- وهذه في الأعراف 17، والحديد 12، والتحريم 8، ومن هذا أيضًا كل (أيمانهن).
ب- جهة اليمين -وهي كل ما كان بلفظ (اليمين) - عدا الصافات 28، 693 والحاقة 45 وسنتكلم عنهن. ومن هذه المجموعة كل (الأيمن) و (الميمنة).
ج- الأَيمان بمعنى الحلف والأقسام وهي كل ما كان على لفظ (أَيمان) مما لا يدخل في ضابط النوع (أ).
(1) قد يُوصف الشخص بأنه right handed لمجرد التأكيد على نفي أنه left handed.
وفي قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28)} [الصافات: 28] قال الزجاج: هذا قول الكفار للذين أضلوهم أي كنتم تخدعوننا بأقوى الأسباب، فكنتم تأتوننا من قبل الدِين، فتُرُوننا أن الدِين والحق ما تضلوننا به، وتزينون لنا ضلالتنا [ل]. وفي [بحر 7/ 342] أن اليمين أصلها الجارحة وهي هنا مستعارة لأحد خمسة أشياء، ذكرها ولم يرجح، لكن الواضح تمامًا أنها هنا للقوة والشدة؛ فإن الأتباع زعموا أن كبار الكفار كانوا يأتونهم عن اليمين أي قهروهم ليكفروا، بدليل رد المتبوعين:{وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ} [الصافات: 30].
{فَرَاغَ عَلَيهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93)} [الصافات: 93] الراجح أن المراد الجارحة؛ لأنها الأقوى في الضرب. {لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46)} [الحاقة: 45، 46] الراجح عندي لأخذناه بقوة .. كما قال تعالى: {أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ} [القمر: 42]. هذا، ولفظ (أيمن الله) أسلوب قسم وهو جمع يمين. وقد يحذف من اللفظ النون، وهي والياء، وهما والهمزة. ولم يبق من التركيب إلا لفظ (اليَمَن) علم القطر العربي المعروف. وعللوه بأنها على يمين الكعبة [ل]، لكن يمكن أن تكون من الازدهار الاقتصادي، أخذا من القوة والعون، نظرًا لما كانت عليه قديمًا من ازدهار اقتصادي زراعي أشير إليه في الآية 15، 18 من سورة سبأ حتى كان الأوربيون القدماء يسمونها Arabia Felix بلاد العرب السعيدة.
والحمد لله رب العالمين