الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(يمانية) نظروا إلى الجزء الرخو المتدلي من الأذن. والمرأة سميت أنثى للينها، لأن (بدن) المرأة ألين من (بدن) الرجل. ويقال "أَنَّث الِرجلُ: لان ولم يشدد، وتأنَّثَ في أمره وتخنث ". وليس في القرآن من التركيب إلا الأنثى خلاف الذكر. وجمعها إناث {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إلا إِنَاثًا} [النساء: 117] وقرئ (أُنُثًا) جمع إناث مثل ثمار وثُمرُ. وأما المراد بها فالأصنام، وعُبِّرَ عنها بالإناث إما لأن كثيرًا منها كانت لها أسماء مؤنثة: اللات، والعُزَّى، ومناة، ونائلة. وقال الحسن: لم يكن حيّ من العرب إلا ولهم صنم يعبدونه يسمونه أنثى بني فلان اهـ أو نُظر إلى تسميتهم الملائكة بنات الله، أو إلى أن الأوثان جمادات وموات كالخشب والأحجار والشجر "والموات كلها يُخْبَر عنها كما يُخْبَر عن المؤنث "[ينظر ل، بحر 3/ 367]. أما على قراءة (أُثُنا) فالأوثان مسماة بنظرتهم إليها أنها شركاء، كما في قولهم "استوثن الرجل من المال إذا استكثر منه ".
•
(أنف):
{وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ} [المائدة: 45].
"الأنف: المَنْخَر للإنسان وغيره. أَنْفُ الناب: طَرَفه حين يطلع. أنف النعل: أسلتها (الجزء الدقيق من مقدَّمها)، أَنْف خف البعير: طَرَف مَنْسِمه. أنف الجبل: نادر يَشْخَص ويندُر منه. أَنْف كل شيء: طَرَفُه وأوّله ".
° المعنى المحوري
نتوء الشيء للأمام أو إلى أعلى دقيقًا مُسَوًّى سابقًا ما هو منه: كالأنف من الوجه، وطرف الناب والنعل والخف من كل منهن، وكالكتلة النادرة أي الناتئة الممتدة من جسم الجبل.
والذي جاء في القرآن من التركيب هو الأنف {وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ} و (آنفا).
وجاءت في اللغة استعمالات كثيرة، وهي تؤخذ من المعنى المحوري حسب ما يلي: فمن معنى التقدم للأمام والسبق يؤخذ معنى الأوَّلية "أَنْفُ البَرد: أَوَّله وأشدّه، أَنْفَة الصلاة: التكبيرة الأولى. أَنْف الشَدّ (أي العَدْو): أوَّله "أَنْف عمل فلان أي أولُ ما أخذ فيه. أَنفُ المطر: أول ما أَنْبَتَ ". ثم قالوا (روضة أُنُف: لم يَرْعها أحدا "أي هي على حالها الأوّل، وإذا رعاها) أحد يكون هو أول من فعل ذلك. وكذا "كلَأ أُنُف، وكأس أُنُف: مَلْأَى "(لم يُشْرَب منها) وكذلك المنهل الأُنُف. والأُنُف من الخَمر: التي لم يُسْتَخْرَج من دَنِّها شيء قبلها "ومن صور هذه الأولية "أرض أُنُف وأنيفة: بكّر نباتُها، وهي آنفُ بلاد الله أي أسرعها نباتا ". والسرعة والأوّلية متلازمتان. ثم قالوا "أَنَف: وَطئَ كلأَ أُنُفًا ""والمؤنَّفَة من النساء: التي استُؤنفت بالنكاح أوّلًا (أول زيجة لها) وهكذا. ومن الأَوّلية أيضًا "استأنف الشيء وأْتنفه: أخَذَ أوّله وابتدأه، وقيل: استقبله "(ومن هذا الاستقبال: استئناف الأحكام)"وفعلت الشيء آنفا: أي في أوَّل وقت يقرب مني "(أي أول وقت قريب وهو ما يسبق الآن الذي أنا فيه مباشرة): جاءوا آنِفًا: أي قُبَيلًا. {مَاذَا قَال آنِفًا} [محمد: 16] قال الزجاج: نزلت في المنافقين يستمعون خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا خرجوا سألوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، استهزاءً، وإعلامًا أنهم لم يلتفتوا إلى ما قال [ل]. وكذا الحديث الشريف "أُنزلت عليّ سورة آنفًا: أي الآن " (المقصود في الآن السابق للكلام مباشرة). ومن دِقّة الممتد المُسوَّى "المؤنَّفُ: المُسَوَّى. سيرٌ مؤنَّف: مقدود على قدْر واستواء ".
وقد اشتُقَّ من أَنْف الإنسان كثير نرتب ما يهمنا منه للتوضيح: فإنه يقال "أَنفَهُ (ضرب ونصر): أصاب أنفه "ثم يقال "أَنِفَ من الشيء (فرح): حَمِيَ