الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من التركيب هو من النطق الصوتي المعروف.
°
معنى الفصل المعجمي (نط):
اندفاع من المقر أو الحيز بقوة شديدة. كالأسفار البعيدة- في (نطط) إذ هي مفارقة للمقر بالغة القوة، وكالنطح إذ هو اندفاع قبل الصدم الذي لا يقع بدون ذلك الاندفاع -في (نطح)، وكنفاذ الماء بعسر من وهي القربة- في (نطف)، وكنفاذ البدن من وسط طرق النطاق بقوة غلظ البدن، ونفاذ الصوت من الحي كاشفًا عن معنى ضرورة- في (نطق).
النون والظاء وما يثلثهما
•
(نظر):
{وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيسَرَةٍ} [البقرة: 280]
"نظره (نصر وسمع): تأمّله بعينه. وعبارة الراغب: "نظرت إلى كذا: مددت طرفك إليه- رأيتَه أو لم تره ". وناظر العين: النقطة السوداء الصافية التي في سواد العين، وبها يرى الناظر ما يُرَى [تاج]. والناظران: عرقان مُكتَنِفا الأنف في مجرى الدمع على الأنف من جانبيه. دارى تنظر إلى داره أي هي بإزائها ومقابلةٌ لها. وإذا أخذت في طريق كذا فنظر إليك الجبلُ فخذ عن يمينه أو يساره: أي قابلك ".
° المعنى المحوري
مواجهة بالعين بترقب وتهيؤ للالتقاط (1) - كالنظر بالعين فهي مواجهة مع محاولة التقاط الشيء أي رؤيته. والمواجهة هي البارزة في
(1) صوتيًّا: النون تعبر عن امتداد باطني لطيف، والظاء عن نفاذ بشيء من الغلظ أو القوة؛ والراء عن الاسترسال. والتركيب يعبر عن نفاذ قوة الإبصار أي امتدادها من العين قوية مترسلة طولًا وعرضًا أي سعة حسب قدرة الناظر.
سائر الاستعمالات المذكورة. ومنها "نظرت الأرض بعين وبعينين: أَدَّتْ نباتَها "أي برز نباتُها للمواجه. ومن المواجهة (أن شيئًا في مواجهة آخر) يؤخذ معنى الانفصال "لقد كنتَ عن هذا الأمر بمنظر أي بمَعزِل في ما أحببت "(كما نقول لمن يرى ولا يتدخل هو يتفرج)، كما يؤخذ معنى المنادّة "النظير: النديد "كما أن قولهم "في هذه الجارية نَظْرة إذا كانت قبيحة "هو من التلفت والتأمل للالتقاط، لأن الجميلة تجذب من أول نظرة لا تحتاج إلى فحص.
واستعمالات التركيب الواردة في القرآن الكريم دائرة بين أمور أولها في الترتيب الاشتقاقي النظر بالعين كما في قوله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ} [التوبة: 127]، {قَال رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيكَ} [الأعراف: 143]، {وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} [البقرة: 50] وكل (ناظرين) إلا ما استثنى مما سيأتي.
وثانيها: التأمل العقلي الذي يؤخذ اشتقاقيًّا من المواجهة بالنظر لالتقاط الشيء. جاء في بصائر ذوي التمييز "النظر أيضًا تقليب البصيرة لإدراك الشيء ورؤيته، وقد يراد به الأمل والفحص {ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} [المدثر: 21، 22]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: 18]، {قَال سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27)} [النمل: 27]، {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا} [عبس: 24، 25] وغيرهن، وكذلك كل استعمال (نظر وما هو منها) مع (كيف {انْظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} [النساء: 50] وكذلك {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} [النمل: 35].