الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القاف والراء وما يثلثهما
•
(قرر - قرقر):
{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} [الفرقان: 74]
"كلُّ ما لَزِقَ بأسفل القِدْر (قاعها) من مَرَقٍ أو حُطَام تَابَلٍ مُحْتَرِقٍ أو سَمْن أو غيره (فهو) قُرّة - بالضم، وقُرارة - كقُصاصة، وقُرَرَة - كهمزة، وبضمتين. والقرار - كسحاب: مُسْتَقَر الماء في الرَّوْضة/ بُطونُ الأرض التي يستقر الماء فيها، وبتاء: كل مطمئِن مستدير .. اندفع إليه الماء فاستقر فيه. والقَرْقَرة - بالفتح: وَسَطُ القاع والغائط ".
° المعنى المحوري
ثَبَاتُ ما شأنه التسيب وامتساكه في قاع عميق مستدير (1): كقُرَّة القِدْر، وكالماء في مستقره. ومنه: "قَرَرْتُ القِدْر (رد): طبخت
(1)(صوتيًّا): تعبر القاف عن تعقد في الجوف والراء عن استرسال، والفصل منهما يعبر عن ثبات المسترسل في قاعٍ (جَوْفٍ) كالقرار مستقر الماء. وفي (قرى) تعبر الياء عن الاتصال، ويعبر التركيب المختوم بها عن زيادة الاستقرار (التجمع) في حيز كما في المقراة والقَرْية. وفي (وقر) تسبق الواو بالتعبير عن الاشتمال، ويعبر التركيب عن الاشتمال على ثقل عظيم في العمق - كالمرأة الموقرة. وفي (قرأ) تزيد الهمزة دَفْعًا يؤدي إلى التعبير عن زيادة الجمع في العمق وضِخَمه كقَرء الجنين. وفي (قرب) تعبر الباء عن التجمع الرخو والتلاصق، ويعبر التركيب عن كون الاسترسال لمحاولة اللحاق واللصوق وهو التهيؤ للتناول. وفي (قرح) تعبر الحاء عن احتكاك بعِرَض وجفاف، ويعبر التركيب عن نحو الكشط عما في العمق كالقريحة والقَرْح. وفي (قرد) تعبر الدال عن احتباس مع امتداد، ويعبر التركيب عن الاحتباس في الحيز أو الموضع تعلقًا =
فيها حتى يلصق بأسفلها "، (ومن هذا قيل: اقْتَرّ القدْرَ: أخذها وائتدم بها. والاقترار: تتبع ما في بطن الوادي من باقي الرُطَب. فالاستعمالات من إصابة قُرَّةِ القِدْر) و "الاقترار: السِمَنُ والشِبَع " (استقرار ذلك في البطن) وكذا "الإقرار: اللَقَاح (تكوُّن الجنين) واقترار الإبل: تَخَثُّر أبوالها فتبُول في رجليها (من ثقل بولها فلا يندفع بعيدًا بل يسيل على رجليها) والقُرِّيّة - كعُلّية: الحَوْصَلة " (مستقَرّ العَلَف). ومنه "قَرّ الكلامَ والحديثَ في آذانه: فَرَّغه وصبّه فيها/ سارّه، وكترديد الكلام في أُذن الأصم حتى يفهمه ".
ومن الأصل "قَرَّ بالمكان يقَرّ - بفتح القاف وكسرها - واستقر وتقار .... وأقره في مكانه فاستَقَر (وضع ثابت متمكن في المكان وهو ظرف){وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب: 33](أصلها هنا: اقْرَرْن - حذفت أولى الراءين)، {وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ} [الحج: 5] ، {ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ} [المؤمنون: 13]،
= وامتساكًا كتعلق القِرد والقُراد. وفي (قرش) تعبر الشين عن تفش، ويعبر التركيب عن جمع المنتشر المتفشي إلى حيز كما في القَرْش. وفي (قرض) تعبر الضاد عن ضغط كثيف، ويعبر التركيب عن نفاذ (قطع) الكثيف المتماسك كقَرْض الخُبز والذهب. وفي (قرطس) تعبر الطاء عن عرض، والسين عن نفاذ بدقة وامتداد، ويعبر التركيب عن عريض هو موقع ومقر لشيء يؤثر فيه بدقة كالقرطاس للسهم والكتابة، وفي (قرع) تعبر العين عن التحام ورقة أو لمعان، ويعبر التركيب عن لمعان ظاهر الشيء المستقر المتين لتجرده كما في القارعة والقرع. وفي (قرف) تعبر الفاء عن نفاذ بطرد وإبعاد، ويعبر التركيب عن انفصال المستقر على الظاهر كالقِرْف لحاء الشجر، وفي (قرن) تعبر النون عن الامتداد في باطن، ويعبر التركيب عن نفاذ في صلب من باطن كالقَرْن.
(هو الرَحِم){إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} [المؤمنون: 50]، ذات استواء يُستقَرّ عليها، أو ذات ثمار، ولأجل الثمار يستقر فيها الساكنون [قر 12/ 127] {وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ} [البقرة: 36]. وبمعنى الثبات هذا (استقر) وكل (مستقر) بفتح القاف مصدرًا أو مكان استقرار، وبكسرها اتصافًا بالاستقرار، وكذا بمعنى الثبات كلُّ (قرار) مكانًا أو اسم مصدر. {فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} [الأنعام: 98، وكذا ما في البقرة 36، هود: 6] المستقر ظهر الأرض زمن الحياة، والمستودع بطنها حيث تدفن [ينظر قر 9/ 8، 1/ 32، 7/ 46 - 47] و "أهل القَرَار أهل الحضر المستقرون في منازلهم. وهم قراريون ".
ومنه "القُرّ - بالضم والفتح وكهِرَّة البَرْد ". فهو يجمّد الجسم أو يكاد - عند استمراره بأن يدخل بعضه في بعض، والأمران من باب الثبات:"قُرّ الرجل - للمفعول: أصابه القُرّ. وقَرّت ليلتنا تقَر "(مثلثة القاف).
وقوله تعالى: {كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا} [طه: 40]، {قُرَّتُ عَيْنٍ} [القصص: 9] وكل (قرة عين/ عينها/ أعين/ أعينهن) هو من برودة العين عند السرور مقابل استعمالهم إسخانها في ضده حيث يقولون: "أَسخن الله عينه "، أو من استقرارها وعدم تطلعها إلى غير ما ترى لرضاها به. وسميت القَارورة الزجاجية لوظيفتها أي استقرار المائع فيها. وقارورةُ العين: حَدَقتُها مشبهة بها في رقة المادة واحتواء الرقيق. وقوله تعالى: {إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ} [النمل: 44]- يؤخذ منه أن القوارير هي الزجاج عينه وعليه فتسمى القِنِّية قارورة نظرًا لأن أصل مادتها سائل شفاف تجمد. وتأمل كذلك {وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ} [الإنسان: 15، 16](تجمع صفاء الزجاج وبياض الفضة).