الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن الأصل "المنافرة: المفاخرة والمحاكمة ". وذلك فهي من اندفاعهم إلى الحَكَم بحماس. وفي [ل 84/ 20] و "كأنما جاءت المنافرة في أول ما استعملت أنهم كانوا يسألون الحاكم: أينا أعز نفرًا؟ "اهـ وهو جيد.
•
(نفس)
(1):
{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17]
"النفَس -بالتحربك: واحد الأنفاس، وهو خروج الريح من الأنف والفم. النَّفس -بالفتح: الدم. سألت نَفْسُه، دَفَق نَفْسَه: أي دمَه. "كل شيء له نَفْس سائلة فمات في الإناء (الذي فيه لبن أو سمن أو طبيخ) فإنه يُنَجِّسه "أي دم سائل. ونَفِسَت المرأة: حاضت ".
° المعنى المحوري
لطيف يسري في فُتُوق أثناء الشيء فيصلحه ويتيح له التصرف. كالنفَس في أثناء بدن الحي فهو علامة حياته التي تتيح له التصرف، وكذلك الدم. ومن الدم هذا "النِفَاس: ولادة المرأة "للزوم الدم الولادة "نُفِست المرأة وَلَدا. والولد منفوس ".
ومنه "النَفْس: الروح. خرجت نفسه أي روحه ". وقد تكرر في [تاج] أن "للإنسان نَفْسين: نفْسَ التمييز، وهي التي تفارقه إذا نام، فلا يعقل بها، يتوفاها الله تعالى، والأخرى نَفْس الحياة وإذا زالت زال معها النفَس. والنائم يتنفس ". {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [الزمر: 42]. ومن نَفْس الحياة
(1) كل الاستعمالات الواردة في معالجة هذا التركيب هي من [تاج].
(الأنفس) في [البقرة 54 (الثانية)، 85، 155، آل عمران 168، النساء 29، 66، الأنعام 93، التوبة 55، 85، الزمر 42، الحديد 22] لأن مع كل منها قرينة تقضي بأن المراد نفْس الحياة. و "سميت النفْس نفْسًا لتولد النفَس منها واتصاله بها، كما سمَّوا الرُوح رُوحًا لأن الروح موجود به "اهـ[تاج](أي لارتباط الرُوح بالنفَس الذي هو ريح) وكذلك "سمي الدم نفْسًا، لأن النفْس تخرج بخروجه ".
ولأن النفْس هي حقيقة الحيّ وهو دونها ليس في هذه الدنيا استُعْمِلَتْ النفْس في حقيقة الشيء وذاته {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ} [الزمر: 56]، {وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 44] "أهلك نفسه أي أوقع الهلاك بذاته كلها وحقيقته. وحكى سيبويه: نزلت بنَفْس الجبل ونَفْسُ الجبل مقابلى. ويؤكَّدُ بها: جاءني المِلكُ بنفسه، ورأيت فلانًا نفسَه ". وخلاصة استعمال القرآن الكريم لكلمة نفس أنها تستعمل:
أ) بمعى الذات أي الفرد من الناس- وذلك في الجمهور الأعظم من مواضع ورودها مع لمح الحقيقة والباطن، لأن هذه الحقيقة هي مناط التعامل مع الله عز وجل، والبدن تابع {لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إلا وُسْعَهَا} [البقرة: 233].
ب) بمعنى باطن الذات تلك {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} [يوسف: 53، وكذلك ما في 68 منها، النساء: 4، المائدة 30، 116، الأعراف: 205] وكثير غيرها.
ج) بمعنى نفْس الحياة. وقد ذكرنا مواضعها.
د) المراودة عن النفس كما في [يوسف: 23، 30، 32، 51] كناية عن طلب المواقعة.
هـ) النفوس والأنفس جمعان للنفس. والذي جاء من النفوس [الإسراء: 25، التكوير: 7] يراد به الباطن، وجاءت الأنفس بمعنى النفس السابق؛ الذات {وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 44]، والباطن {يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ} [البقرة: 235] وهذه وتلك كثيرة وسياقاتها واضحة. وبمعنى الروح (= نفْس الحياة) وقد ذكرناها.
و) في {وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ} [البقرة: 84] قيل فيها ستة أقوال: إخوانكم، جيرانكم [بحر 1/ 457]. فهي الذوات.
ومن تفتق الأثناء "تنفست القوس: تصدَّعت (أي انصدع عودها دون أن يفترق) وتنفس الموج: نضح الماء، (نفذ من تجمعه رشاش كأنه اخترق تجمعه وخرج) وكذلك (تنفس الصبح: طلع / انشق الفجر وانفلق حتى يتبين "[تاج](ضوء الصبح يخترق كثافة الظلام) وفي [تاج] عن الفراء (تنفس الصبح: ارتفع النهار حتى يصير نهارًا بينا ". وأرى أن هذا أوسع وأعظم من تنفس الصبح. ومن مجاز هذا الفتق "النفَس: الفُسحة والسَعَة في الأمر. وفي الحديث: إني لأجد نفَس ربكم من قِبَل اليمن أي التنفيس أي تفريج الهمّ بالأنصار ".
ومن مادي صلاح الأثناء (النفْس -بالفتح: قَدْرُ دبغة مما يُدْبَغ به الأديم من قَرَظٍ وغيره "لان الدَبْغ إصلاح للأديم يتيح الانتفاع به. "وثوب ذو نَفْس أي جَلَدٍ وقوة "وعبارة [ل] "أُي أُكُلٍ وقوة "وهي بمعنى عبارة [تاج].
ومن كون النفْس هي حقيقة الإنسان وجوهره أُخذ منها ما يعبر عن كون الشيء ذا حقيقة قيِّمة "شيء نَفِيس: إذا كان يُرْغب إليه لخطره، وقد نفُس نفاسة والمنافسة والتنافس في الشيء: الرغبة في الانفراد به أي أن يأخذه لنفسه دون