الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
° المعنى المحوري
لزومُ الأرض أو بطءُ مفارقتها كحال المُعْيِى والمُتْعَب وحال الحية ونحوها في الزحف. ومنه (أين) الظرفية، إذ الظرف مكان (هو الأرض أصالة) يستقر فيه الشيء (المظروف) يقال:"جئتك من أَينَ لا تعلم أي من حَيثُ لا تعلم "أي من مكان لا تعلمه. فهي هنا تعبير عن المكان، ويُسْأَل بها عن المكان {أَينَ الْمَفَرُّ} [القيامة: 10]، {فَأَينَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} (إلحاق (ما) جعلها للتعميم. أي إلى أي مكان تولون وجوهكم فهناك وجه الله عز وجل وقد استظهر أبو حيان -رعاية لما قبلها- أن المعنى أن منع المساجد من ذكر الله والسعي في خرابها لا يمنع من أداء الصلوات ولا من ذكر الله، فأي جهة أديتم فيها العبادة فهي لله يُثيب عليها، ولا تختص بالمسجد- وأقوى الأقوال الأخرى أن التوجه في الصلاة إلى أي جهة كان في أول الأمر ثم نسخ [بحر 1/ 529 - 530] وأقول إن هذا الحكم باق في حالة الضرورة. ومن الظرفية المكانية تنقل إلى الظرفية الزمانية "آن يئين: حان. وأَيَّان يُسْأل بها عن زمان {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} [الأعراف: 187]. أي متى تُرسَى أي تحُلّ وتقع.
النون والباء وما يثلثهما
•
(نبب- نبنب):
"الأنبوبُ والأُنبوبة: ما بين العُقْدتين في القَصَبة والرمح. نَبَّبت العِجْلة- (وهي بقلةٌ مستطيلة مع الأرض): صارت لها أنابيب أي كعوب. وأنبوب النبات كذلك، الأنبوب: السطر من الشجر. وأنبوب القَرْن: ما فوق العُقَد إلى الطرَف. يقال لأشراف الأرض إذا كانت رَقاقًا مرتفعة: أنابيب ".
° المعنى المحوري
تجوف دقيق ممتد يكتنفه نتوء (يتكرر بانتظام)(1) كأنبوب القصبة والرمح مُكْتَنَفٌ بعُقَد من الناحيتين. والسطر من الشجر يتخلله فراغ بين الشجرة والأخرى. وأنبوب القرن فراغ ممتدّ تحته عقدة. والشرف من الأرض مرتفع (من جنس العقدة)، ورقّة مكوناته أي كونها ترابًا لا صخْرًا- هي من جنس الفراغ.
هذا، وقولهم "نبّ التيس ونبنب: صاح عند الهياج "هو من المعنى لأنه رَفْع صوت بسب إحساس بفراغ أي حاجة إلى السفاد.
وقولهم "نبنب عمله: طَوَّله وأحسنه "هو من انتظام الاقتران بين النتوء والفراغ كما في الأنبوب.
(1)(صوتيًّا): تعبر النون عن امتداد لطيف في الباطن أو منه، والباء عن تجمع رخو متلاصق، والفصل منهما يعبر عن تجمع بغلظ ما مقترن بفراغ أو رقة (وهي اللطف هنا) كأنبوب القصبة كعبها. وفي (نبو) يزاد الاشتمال معنى الراو، ويعبر التركيب عن نتوء الشيء بارزًا من باطن كان فيه (كأنما اشتمل على متجمع) كالنبوة: الشرف المرتفع من الأرض. وفي (نبأ) تضيف الهمزة الدفع، ويعبر التركيب عن نتوء الشيء وخروجه بدفع وقوة كالنشز والنبوء من أرض إلى أرض. وفي (نوب) تتوسط الواو بمعنى الاشتمال، ويعبر التركيب عن المعاودة وهي من صور الجمع كالنَوب النحل. وفي (نبت) تعبر التاء عن ضغط بدقة، ويعبر التركيب عن امتداد الشيء من أصله ساميًا دقيقًا كالنبت. وفي (نبز) تعبر الزاي عن نحو الاكتناز بكثافة وشدة، ويعبر التركيب معها عن نحو القِشْر الليفيّ اللاصق على أصول السعف وهو خشن شديد ويتمثل معنويًّا في النبز اللقب (القبيح). وفي (نبع) تعبر العين عن التحام برقة، ويعبر التركيب عن رقة النافذ الخارج كالماء من الينبوع وكشجر النبع.