الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- بالفتح ثقل في الأذن (لعل أصله مادي من تراكم قذى الأذن فيها حتى يسدها ثم صار كناية){فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ} [فصلت: 44]. ومثلها كل التعبير بوجود وَقْر في الآذان.
ومن المادي (الجزئي) الوَقْر - بالفتح: الصَدْع في الساقِ، والعظمِ، والحَجَرِ، والحافر (لعله نظر إلى أنه لا يَحْدُث إلا مِنْ ضغط أو صدم ثقيل ثم إن الصدع وَهي في الصُلب - كما سمو النقرة في الجل وقيرة).
ومن الثقل الذاتي المادي يأتى الثقل المعنوي "الوَقَارُ: الحِلْم والرزانة (الثِقَل) وكذلك معنى العظمة من لازم الثقل. ومن هنا دل الوقار على العِظَم المعنوي {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} [نوح: 13]: لا تخافون لله عَظَمة. [قر 18/ 303]{وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} [الفتح: 9] تُسَوَّدُوه/ تعظموه. والتوقير التعظيم والترزين أيضًا. والهاء فيهما للنبي صلى الله عليه وسلم والهاء في تسبحوه لله تعالى من غير خلاف. [قر 16/ 267](فهو شبيه باللف والنشر غير المرتب).
ومن الأصل قيل "وَقَرَ الشيءُ في القَلْب: ثَبَت ". ومنه قالوا "وقر يَقِر - بكسر قاف المضارع: سَكن، وبه قرئ في {وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب: 33] (حذفت فاء الفعل قياسًا).
أما "الوَقِيرُ الجماعةُ من الناس وغيرهم "فمن التجمع في حيز بثقل أي كثافة.
•
(قرب):
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186]
"القِربة - بالكسر من الأساقي: (تلك التي تكون) للبن، وقد تكون للماء.
والقِراب - ككتاب: غِمْدُ السيف والسكين ونحوهما. والقَرَب - محركة: البئرُ القريبة الماء. وإناء قَرْبان وصَحْفَة قَرْبَى - بالفتح فيهما: قاربا الامتلاء. والقَوْرَب - بالفتح: الماء لا يطاق كثرة ".
° المعنى المحوري
وجود الشيء في الحيز متاحا مهيأً للتناول أو الوصول إليه. كاللبن في القربة، والسيف في الغمد. والماء في البئر الموصوفة قريب التناول، وكما في حال الإناء والصَحْفة المذكورتين يُتناوَل منهما عن قُرب. ومنه "قَرَبْت الماء: طَلَبْتُه (سعيت لتناوله) وأقربَتْ الحاملُ: دَنا وِلادها " (تهيأت أو تهيأ وصول الولد).
ومنه القُرْب المكاني (إمكان اتصال أو وصول، وكلاهما وجود في نفس الحيز){مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ} [سبأ: 51] وكذلك الزماني {إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} [النساء: 77]. ثم القرب المعنوي قُرْب المنزلة {أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ} [التوبة: 99]، {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} [مريم: 52]، {إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا} [المائدة: 27]. هو ما يُتَقَرَّبُ به {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق: 19].
ومن ذلك "القريب "من القرابة النسبية للاتصال كأنهما في نَفْس الحيّز. ولعله أصلًا من المشاركة في البطن {مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ} [النساء: 7].
ومن التهيؤ الأخذُ في الأسباب، ومن هنا يتجلى معنى النهي في الآية التالية وأمثالها {وَلَا تَقْرَبُوا الْزِّنَى} [الإسراء: 32]. ويمكن تلخيص الأمر في أن مفردات هذا التركيب تدور معانيها بين القرب المكاني والزماني، والنَسَبِيّ، وقرب المنزلة. فكل (لا تقربا، لا تقربوا) مَكْنِىّ جمها عن تجنب التناول أو الممارسة (أي البعد عن) عدا ما في [التوبة: 28]{فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} فهي لمنع