الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا. وقد فسروا المكانة بالمنزلة وجعلوها بمعنى المكان [ل 300/ 25، 301/ 1، 20] و "المكان موضع الكينونة "[301/ 20]. ومع وجود ما يسوّغ نسبتَهما إلى أيٍّ (من التركيبين مكن، كون) لتماثل حروف الصيغ وتشابه الأصلين، فإن حَمل هذه التصرفات الكثيرة المتشعبة على هذا التركيب الأصيل أولى، حيث لا تكلف في أخذ هذه المشتقات منه، بخلاف أخذها من الكينونة [وانظر في ل تركيب مكن، وتركيب كون ص 246].
°
معنى الفصل المعجمي (مك):
جذبُ المائع أو ما يشبهه أو أخذُه إلى الجوف بقوة وتمكن كما يتمثل في المكوك -وهيأته تحفظ ما فيه متمكنًا، وكذلك مكّ الصبي ما في ثدي أمه- في (مكك)، وكما يضم جحر الثعلب والأرنب وإياهما فيه -في (مكو)، وكالبقاء في المكان (وهو ظرف) مدة طويلة في (مكث)، وكاحتكار الحبوب في البيوت واختزان الساق الممكورة الشحم- في (مكر)، وكرسوخ بيض الضبة والجرادة في بطنيهما- في (مكن).
الميم واللام وما يثلثهما
•
(ملل- ململ):
{قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} [الأنعام: 161]
"طريق مَليل ومُلَل -بضم ففتح: قد سُلِك فيه حتى صار مَعلَما / لحبٌ مَسلوك. ومَلَّ الثوبَ: خاطه الخياطة الأولى قبل الكَفّ. والمُلْمول -بالضم: المكحال. ومَلْمَلة الفيل- بالفتح: خُرطومه. والملّة -بالفتح: الرَمادُ الحارّ (والجمر) الذي يُحْمَى ليدفن فيه الخبز لينضَج. وقد ملّ الخبزة: أدخلَها في المَلة.
والمليل المِخْضَأ ".
° المعنى المحوري
تهيؤ أو تهيئة -بالامتداد- للانتفاع والصلاح (1) الأساسي. كالطريق الموصوف وهو ممتدّ ومهيأ، والخياطة الأولى تهييء للخياطة الدائمة فهي باقية، والمُلمول (المِكحال) يهيئ ويسنِّي أخذ الكُحل وهو ممتد، ومَلْمَلة الفيل يتناول بها وهي ممتدة. وكامتداد زمن بقاء الخبز في الملة لينضج أي يتهيأ للأكل، والمليل ممتد. ومن ذلك ما في حديث الاستسقاء "فأرسل الله
(1)(صوتيًّا): تعبّر الميم عن تضام الظاهر، واللام عن امتداد واستقلال. والفصل منهما يعبر عن امتداد الشيء مخالطًا غيره، لكن متميزًا مستقلًا كالمليل بين الأرض حوله، وكالمَلة يوضع فيها الخبز زمنًا. وفي (ملو) تزيد الواو معى الاشتمال. ويعبر التركيب عن امتداد ما يحوز شيئًا كالمَلَا من الأرض لما فيه، وكالقيد الواسع وفيه البعير. وفي (مول) توسطت الواو بمعنى الاشتمال. وعبر التركيب عن كون الشيء مملوكًا (مشمولًا). وفي (ميل) تعبر الياء عن اتصال الممتد، ويعبر التركيب عن انحراف الشيء عن الاستقامة في قامه، كالميلاء من الإبل: المائلة السنام، وفي الميل امتداد ما، أو في مقامه مع غيره كالرمل المعتزل. وفي (ملأ) تأتي الضغطة في آخر التركيب فيعبر عن تجمع الشيء أثناء ظرف حتى لا يبقى في الظرف فراغ كالحب الملآن. وفي (أمل) تسبق الهمزة بضغطتها فتؤكد دلالة الميم واللام، ويعبر التركيب معها عن امتداد الشيء طولًا (وعرضًا) مع تجمع وكثافة فيه كالأميل: حَبْل الرمل. وفي (ملح) تعبر الحاء عن احتكاك على جفاف وعرض، ويعبر التركيب عن احتواء الشيء على ماله حدة أو غلظ (ما يقابل الجفاف) كطعم الملح. وفي (ملق) تعبر القاف عن تعقد في الباطن وشدة، ويعبر التركيب عن استواء الظاهر مع صلابة الباطن وشدة تماسكه كالمَلَقمة: الصفاء الملساء الناعمة. وفي (ملك) تعبر الكاف عن ضغط غئوري يؤدي إلى امتساك في الأثناء دقيق، ويعبر التركيب معها عن شدة الامتساك في أثناء الشيء المتجمع كما في مَلك النبعة والعجين.
السحاب فمَلّتنا " (أي أمطرتنا مدة طويلة، ولعل المراد: حتى كفتنا ماء).
ومنها "المِلّة: الشريعة والدين (شريعة تمُدّ ويزَوّدُ بها لإصلاح حال الخلق ومآلهم دائمًا){قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} [آل عمران: 95].
ومنه "أمَلَّ الشيءَ: قاله فكُتِبَ (النقل بالإملاء امتداد، والكتابة تهييء حفظ الحقوق والعلم وما إلى ذلك والإملاء للترديد نقل وتزويد بنافع أيضًا){فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيهِ الْحَقُّ} [البقرة: 282]، {فَهِيَ تُمْلَى عَلَيهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفرقان: 5]. تُملْى أي تُملّ من باب تحويل التضعيف. والمقصود -حسب بهتانهم- تلقي عليه ليحفظها لشبه صورة الإلقاء بصورة الإملاء [بحر 6/ 442]. وليس في القرآن من التركيب إلا الملة الشريعة، وإملاء من يكتب أو يحفظ.
ومنه "المَلَل: أن تمل شيئًا وتُعرِضَ عنه / السأم "(من طول الأمر فحسب).
و"المِلة- بالكسر: الدية: "(نظر في تسميتها هذه إلى أنها تهيء العفو فيبقى القاتل (يُملَى له) إلى أجله الذي قضاه الله.-حسب رؤية البشر، أو هي من الإمداد- إمداد أهل القتيل بما يعوض عنه).
وأما "المليلة: حر ارة الحمى "فمن المَلّة: الرماد الحار أخذت. وأما "التململ فحملوه على المَلَة كذلك، ويتأتى أن يكون من استطالة المُتملمِل بقاءه على وضع فيفارقه إلى وضع آخر ثم إلى ثالث.
وأخيرًا فقد قالوا "ملّ وامتَلّ وتملَّل: أسرع، وحمار مُلامل- كتماضر: سريع (متهيئ للسير، والسرعة قطع مسافة ممتدة في زمن أول فهي من الامتداد).