الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجعلوا لها ما له [طب 1/ 369]. ولم يرد في القرآن من التركيب إلا (الأنداد) بهذا المعنى.
ومن الأصل: "نَدَّدَ بالرجل وسَمَّع به: أسْمَعَه القبيح وشهّر به (التشهير نشر ومَدٌّ لأخبار المقابح مع الجهر بها أي رفع الصوت) والتنديد: رَفْعُ الصوت "(مدٌّ وإبعاد).
•
(ندو- ندى):
{فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا} [النمل: 8]
"نوادي الإبل: شواردُها. ونوادي النَوَى: ما تطاير منها تحت المِرْضَخَة. والنَدَى والإنداء: بُعْدُ مذهب الصوت ومَدَاه. والنِداء: الدعاء بأرفع الصوت: نادَى النبتُ وصاحَ سواءٌ. والنَدَى: ما يسقط بالليل، والبَلَلُ. نَدَا الفرسُ: إذا شَرِبَ ثم رُدّ إلى المرعى ساعةً ثم أُعِيدَ إلى الماء ليشرب ثانية ".
° المعنى المحوري
بُعْدُ مَدَى ما يبلغه الشيء ارتفاعًا أو انفصالًا كامتداد النبات، والصوت، والدعاء، وكمسافة طَفْر النوى وشرود الإبل، والمسافة الزمنية بين الشُرْبَين. والندَى يسقط من مسافة بعيدة كالمطر. وندى الفرس مشبه بندى السماء في البلل الخفيف يعرو الأشياء.
وقد جاء في القرآن الكريم: أ) (نادَى) وما تصرف منها. وقد جاءت بمعنى رفع الصوت صياحا في {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إلا دُعَاءً وَنِدَاءً} [البقرة: 171]، أي الصياح دون المعنى كالأنعام. وهذا الملحظ اللطيف للراغب. ومن النداء {يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ} [غافر: 10] (وغيرها) أي يُصاح بهم بذلك. كما جاءت بمعنى دعاء الشخص
ليلتفت أو ليحضر عند المنادي {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ} [هود: 42]، (ويلحظ في سياق القصة أنه كانت بينهما مسافة بعيدة). ومن شواهد كون النداء برفع الصوت مما جاء في وصف ما يعتري الشيخ من كِبر السنّ:
إذا ما الشيخ صَمّ فلم يُكلَّم
…
وأودى سمعه إلا نِدايا ([ل: ودى، ندى])
ولذا فإن {الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} [الحجرات: 4] استحقوا ما وُصفوا به لأنهم كانوا يصيحون عليه صلى الله عليه وسلم.
ولا يشكل عليه {نِدَاءً خَفِيًّا} [مريم: 3] لنسبية رفع الصوت وبخاصة عند التفرع لله عز وجل، كما أنه يتأتى برفع الصوت مع كون المنادِي في جوف بيت، أو منفردًا في خلاء فلا يسمعه بَشر. و "التنادي: نداء بعضهم بعضا " {فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ} [القلم: 21]{إِنِّي أَخَافُ عَلَيكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ} [غافر: 32] تفسيرها بعدها {يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ} أي عند النفخ في الصور نفخة الفزع ينادي بعضهم بعضا (أي كلٌّ أحِمّاءه)[ينظر قر 15/ 311 - 312] وهذا أقرب مما ذكر في [بحر 7/ 444].
ب) والنادى والنَدِيّ: الذي يجتمع فيه القوم سُمِّي بأنه المكان الذي يأتون إليه من بعيد ليلتقوا {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} [العلق: 17] أي أهل ناديه- ردًّا على قول أبي جهل: ما بالوادي أكثر ناديا مني. وهو أمر تعجيزي أي لا يُقْدِرُه الله على ذلك [بحر 8/ 491] أقول: ولو أقدره ما أغنى عنه ناديه شيئًا. {أَيُّ الْفَرِيقَينِ خَيرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا} [مريم: 73] كانوا يفاخرون بأنهم "الملأ "وأنهم "أحسن أثاثًا ورئيًا "فقوله: "النَدْوة: الجماعة "هي من ذلك أصلًا.