الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بأثر الصيغة. فالحقيقة أن معنى (تهَجّد): قاوم الهجود وعَالجَه -كما يقال مَرَّضَه بمعنى عالج وقاوَم مَرَضه بالأدوية ومساعدةِ المريض لا بمعنى سَلب وأزال المرض -كما عبروا. فليس هناك سَلْب ولا إزالة للمرض.
وقد ورد في [ل] عن الصحاح وفي [تاج]: هَجَد بمعنى نام، وبمعنى قام للصلاة. فأما الأولى فنعم، وأما الثانية فهي متكلَّفة من تجريد تهَجّدَ. وكأن المقصود أنها يمكن أن تأتي من تَهجّد.
•
(هجر):
{وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (10)} [المزمل: 10]
"الهَجير: ما يَبِس من الحَمْضِ. الهجيرُ: الحَوضُ العظيم. والهِجَار- ككتاب: حَبْلٌ يُعْقَد في يد البعير فتُشَدّ إلى رِجله. والهَجر- كفرح: الذي يمشي مثقلًا ضعيفًا متقاربَ الخطو .. وذلك من شدة السَقْي (ما يسمَّى الاستسقاء: ماء يقع في البطن ويجتمع). ونَخْلَةٌ مُهجر- كمحسن وبتاء: طويلة عظيمة مُفرِطة فيهما. وناقة مُهْجرَة: فائقةٌ في الشحم والسِمَن. وكل شيء جاوَزَ حَدّهُ في التمام مُهْجِر. والهاجرةُ والهجيرُ: نصفُ النهار عند اشتداد الحر ".
° المعنى المحوري
حدة أو يبس في أثناء الشيء يظهرُ أثرُها أو يمتد: كيبس الحمض وهو نبات أخضر. وذلك الحوض العظيم لا بدّ أن يكون شديد البناء بالجص أو نحوه ليتحمل ما يوضع فيه من الماء. والهجارُ بجمع يد البعير ورجله مع حِدّة القيد، وكذلك تقارب الخطو من حِدّة المرض وثقل ماء السَقى (= الاستسقاء)، والنخلة والناقة تجمعت فيهما قوة النُمو والشحم، وفي كل منهما حدّة. والهجير فيه حدة الحر.
ومن الامتلاء بالحدة "الهُجْر- بالضم: القبيح من الكلام، والفُحشُ، والهَذَيان "{مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (67)} [المؤمنون: 67]. يجتمعون حول البيت بالليل يسمرون، وعامة سمرهم تسمية القرآن سِحرا، وشعرا، وسبّ من أتى به [بحر 6/ 381] فهذا الطعن والسبّ هو الهجر.
ومن الحدة في الأصل "هَجَر الرجلَ: صَرَمه وقَطَعه "أقول ولا يكون ذلك إلا عن حِدّةٍ: غَضَبٍ أو كراهةٍ أو نحو ذلك. ولم ينصوا على هذا القيد، لكن تعبيرهم بالصَرم والقطع، وواقع سَبب الهجرة الشريفة، "والهجير اليبيس وهاجرة النهار "، والاستعمالات القرآنية للهَجر
…
، كل ذلك يقطع بأن الهجر ليس مجرد ترك سلبي وإنما هو عن حِدَّةٍ مُغَاضَبةٍ أو نحوها كما ذكرت. {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} [النساء: 34]، فسِّر الهجر هنا بالنوم في غير فراشهن، وبتوليتهن الظهر في الفراش مع عدم الكلام، وبعدم الجماع [بحر 3/ 251] وعلى الأخير يكون التعبير كناية. وأضيف أنه مع كل من ذلك لا بد من إظهار الغضب ليتبين أنه تعبير عن عتاب أو عقاب. {وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا} [مريم: 46]، هذا هجر إبعادٍ سخطًا. {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)} [المدثر: 5] اللفظ هنا للتعبير عن وجوب قوة المباعدة وإصحابها نفورا، وقد فسّرنا الرُجْز بالتردد، وأوّلناه بالتواني [ينظر رجز] ومن هذا أيضًا "الِهجرة- بالكسرة: الخروج عن أرض إلى أخرى ليبقى فيها "- (فذلك لا يكون إلا عن معاناة في الأرض الأولى تجعل الحياة شاقة فيُصحَب الخروج منها بِحِدَّة (نفور أو غضب أو اندفاع). {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيهِمْ} [الحشر: 9]. والذي في القرآن من