الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقول يا من هو هنا. وكذلك "هذا هَنُك أي شيئك "كأنه في حوزتك وجوفك. ومن هذا "مضى هِنْو من الليل - بالكسر أي وقت (ظرف زمني كالفَجْوة الزمنية للحَدَث، فظلام الليل كالجِرم الهلامي الفارغ الأثناء. والظلام يُخْفِي) ومن تعميمه في ظرف الزمان "أقام هُنَيَّةً "- بالتصغير: أي قليلًا من الزمان ويقال "هُنَيهة "أيضًا.
ومن التجوف مع الخفاء: "في فلان هَنَوات أي خَصَلاتُ شَرّ ولا يقال ذلك في الخير "(كما يقال فيه ضعف أو مَغْمز، أو هو رقيق الدين والخُلُق، وكما أن كلمة عَيْب مأخوذة مما معناه الفجوة كما في العَيبة).
•
(هون - هين):
{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: 63]
"الهاوُون والهاوَن: هذا الذي يُدَقّ به. وامرأة هُونة - بالضم: ضعيفة من خِلْقتها لا تكون غَليظة كأنها رجل. وإنه لهَوْن من الخيل - بالفتح: سَلِس مطواع. والأنثى هَوْنة. وشيء هين (كبَيْت وسيّد): سَهْل. والعرب تمدح بالهَيْن اللَيْن "- بالفتح.
° المعنى المحوري
لين الشيء أو نعومته ورخاوته وضعفه أي عدم صلابته. والهاوون أداة ذلك حيث يُدّق فيه الشيء الصُلْب المتحجر فيتحول إلى نحو الدقيق أو العجين. ومنه "رجل فيه مَهَانة: ذُلٌّ وضعف "(الضعف والذل كلاهما أصله من باب الرخاوة، لكن المقصود ضعف القيمة بين الناس) قال في [بحر 1/ 466] هان هوانا: لم يُحْفَل به، وهو معنى الذل، وهو كون الإنسان لا يؤبه به ولا يتفت إليه "ومن ذلك "الإهانة: الإذلال "أي بالقول والمعاملة
{وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ} أي من يهنهُ اللهُ لكفره أو فسقه {فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} [الحج: 18][ينظر بحر 6/ 334] فهذا في قيمته عند الله تعالى مهما كان عند الناس. {فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ} [الفجر: 16] سَمَّى الإنسان ترك تفضل الله عليه بالمال إهانة، وليس بإهانه، فكم من عبد صالح مضيق عليه في الرزق [ينظر بحر 8/ 465]. {وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ} [البقرة: 90] مُذِلّ يسحق نفوسهم جزاء تكبرهم [ينظر نفسه 1/ 474]. ومنه "الهُون - بالضم وكسحاب: نقيضُ العز (العز شدة وتماسك وشموخ){أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ} [النحل: 59]، {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ} [الأنعام: 93] قال [في قر 7/ 42]: الهُونُ والهَوانُ سواء. وكذا قال [في 15/ 349] في قوله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ} [فصلت: 17]. لكن بنظرة إلى الأصل نستطيع أن نلمح في هذه الآية معنى ما قاله عز وجل في ثمود أيضًا {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيهِمْ صَيحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} [القمر: 31]. أي أن (الهُون) هنا مادِّيّ. فالعذاب الهُون هو العذاب الساحق.
وعن الليونة والرخاوة في الأصل "الهَوْنُ - بالفتح: الرفق واللين {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: 63] وخفة الشيء وسهولته {قَال كَذَلِكَ قَال رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ} [مريم: 9]، {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيهِ} [الروم: 27]، {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [النور: 15] (الضمير يعود إلى إفكهم على أمنا الكريمة السيدة عائشة رضي الله عنها. والذي في القرآن من التركيب بعضه من الإهانة ومنها (يُهن)، (هُون) و (مُهين)، (مُهان). وسائره من (الهَوْن) بمعنى اللين واليسر والسهولة.