الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النون والراء وما يثلثهما
•
(نور):
{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: 35]
"النارُ معروفة. والنَوْرُ- بالفتح: الزَهَر، وبالضم: الضياء ضدُّ الظلمة ".
° المعنى المحوري
لطيف (شفاف أو لامع) حادّ الوقع أو الأثر ينفذ من أثناء (1) كالنار بحدتها- وكانوا يولّدونها من الحَجَر وبعضِ الشجر ولهبها هلامي غير كثيف، وكما يَنْفُذُ نَوْر الشجر منه، وحِدَّتُه ألوانُه وأنه يتولد عنه الثَمر الذي هو غايةُ الزرع والضوء شفافية تكشف كثافة الظلمة. فمن النار الحارقة {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [البقرة: 24]. ومن الحدّة النارية "النُورةُ - بالضم: الحجَرُ الذي يُحْرَق وشموى منه الكِلْس، والنَئُور: دخانُ الشحم يستعمل في الوَشْم ". ومن معوي هذه الحدّة "النَوار- كسحاب وكتاب: النُفُور والفَزَع "ويقال ينهم نائرة أي عداوة وشحناء ". ومن ذلك مع معضى المفعولية "نار القوم وتنوروا: انهزموا "كأن "نار "في هذا المعنى الأخير أصلها "نَور "على صيغة فَعِل للمطاوعة بمعنى المفعولية أي نُفِّروا وفُزْعوا.
ومن لوازم النار "النور- بالضم: الضياء. ولفظ (النور) جاء في القرآن الكريم:
(1)(صوتيًّا): تعبر النون عن امتداد جوفي لطيف، والراء عن استرسال، والتركيب منهما مع توسط الواو يعبر عن امتداد لطيف الجرم مسترسل من جوف شيء كما تنفذ النار وهي لطيفة الجرم من خلال ما تتولد منه.
أ) بمعنى النور المادي المعروف {وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّور} [الأنعام: 1]، {أَمْ هَلْ تَسْتَوي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ} [الرعد: 16] وكذلك هو في [فاطر: 20]، {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا} [نوح: 16]، ومثله ما في [يونس: 5، الفرقان: 61، البقرة 17].
ب) النور الروحاني وهو للمولى عز وجل: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: 35] هو سبحانه وتعالى مصدر إشراق الوجود كله لا ضوءًا فحب، وإنما إحكامًا ورونقًا وازدهارًا على أبدع ما يُتَصور. (لم أجد عبارة تحمل أنفاس هذه الجملة القرآنية)، (مثل نوره) نور الله تعالى في قلب المؤمن. [ينظر بحر 6/ 418]، وللنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين في الدنيا والآخرة {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} [المائدة: 15] قيل الإسلام وقيل محمد صلى الله عليه وسلم[قر 6/ 118]، {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَينَ أَيدِيهِمْ وَبِأَيمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا} [التحريم: 8]، {وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ} [الحديد: 19] وكذلك ما في الحديد: 12، 13، وربما 28 منهما].
ج) (النور) بمعنى البيان و (المنير) بمعنى المبيّن- وهذا لازم للكشف والإضاءة اللذين يصنعهما النور. وبهذا المعنى الأخير جاء سائر ما في القرآن الكريم من الكلمتين.
ومن النور المادي في الفقرة السابقة "المنار والمنارة: موضع النور تلك التي يوضع عليها السراج. أما "المنار: الحدّ الذي يُجعل بين الأرضين "لبيان حدود المِلْكية- فهو من البيان اللازم للنور، وأما "المنارة التي يؤذن عليها "فأرجح أنها