الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِالْأَمْسِ} [يونس: 24]{وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ} [القصص: 82] فهما بمعنى ما مضى من الزمان [ينظر بحر 5/ 146]. وقد أرجع ابن الأنباري والكسائي (أمس) بمعنى البارحة إلى المساء أخذًا من قولهم أمس بخير ثم سمى به [ل أمس 304/ 23، 305/ 6]. وقد علل البصريون بناءها بأنها ضارعت الفعل الماضي.
•
(مسح):
{وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} [المائدة: 6]
"المَسْحاء من الأَرَضين: المستويةُ ذاتُ الحَصَى الصغار لا نبات فيها، ومن النساء: الرَسْحَاء. والمَسْحاءُ الثديِ: التي ليس لثديها حَجْم. وعَضُدٌ ممسوحة: قليلة اللحم. وخُصًى ممسوح: سُلِتَت مذاكيرُه. ورجل أمسح القَدَم: قَدمُه مستوية لا أَخْمَص لها. والمِسْحُ- بالكسر: الكساء من الشعر. والأَمْسَح: الأعور الأبخق. والتِمْسَح والتِمساح: خَلْقٌ على شكل السُلَحْفاة معروف ".
° المعنى المحوري
انبساط باستواء ظاهر أي خلو من النتوء كأنما عن ضغط بعرض. كالأرض والمرأة والعضد والقدم والكساء والأعور وهيأة التمساح المذكورات.
ومن ذلك "مَسَحْت السيف: استللته "(فبرز ممتدًا مستويًا)، وكذلك "المَسَح -محركة- أن تَمسح إحدى الفخذين باطنَ الأخرى (أي في المشْي) فيحدثَ لذلك مَشقٌ وتشقق. . . "ومنه "مَسَحْت الناقة (فتح، ض): هَزَلتها وأدْبرتها (أذهبت شحمها وتجمع اللحم في بدنها فدقّ وعَرُضت بلا انتبار) والمَسْح: المَشْط (لبسطه الشعر)، وذَرْعُ الأرض (بيان مدى انبساطها)، وإمرارك يدك على
الظاهر (المنبسط) من أحد تريد تأليفه، أو لبلل أو نحوه تريد إذهابه بذلك، كمسحك رأسَك من الماء وجبينَك من الرشح، أو ببلل تريد إمساسه " {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيدِيكُمْ} [النساء: 43] فهذا مسح بالصعيد الطيب. ومثله ما في آخر الآية التالية: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ} وهذا مسح بلل اليد بالرأس. وقد فَسّر بعضهُم مَسْحَ الرجلين على قراءة الجر بالغَسْل [ل]. وهو تأويل لحُظ فيه جزء المعنى، وهو إمرار اليد دون كثرة الماء المناسبة للغسل، فهو تفسير بعيد لغويًّا. {فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} [ص: 33]، فُسِّر مسح السوق والأعناق بقطعها، وبإمرار اليد [ل 433، وقر 15/ 195] وقصة القطع رواها الكلبي -هو متكلَّم فيه، ومقاتل- وقد ضعفوه (1) والخلاف معروف. ونضيف ملحظًا هو أن تعدية المسح بالباء جاءت في القرآن الكريم لامرار اليد على عضوٍ لمسِّه بما على اليد من بلل أو تراب {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيدِيكُمْ مِنْهُ} [المائدة: 6]- أما استعمال المسح في القطع فجاء في [ل 433/ 8، ق، المنجد] متعديًا بنفسه. ووَجْهُه إزالة النتوء والغلظ المتمثل في الجزء المقطوع فيصبح ما دونه مستويًا. فتفسير المسح في الآية (وهو معدي بالباء كما في آيتي المسح بالماء والتراب) بقطع السوق والأعناق = بعيدٌ بحكم اللغة لمخالفته الاستعمال، ولعدم تحقق الاستواء بعده، ثم بحكم السياق، وبحكم العقل والحكمة. فالأقرب في حصيلة المعنى: لَزِمْت
(1) التفسير والمفسرون: للذهبي - طريق الرواية عن ابن عباس ومقدمة الأشباه والنظائر لمقاتل ص 36 وما بعدها.