الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
•
(نصب):
{وَإِلَى الْجِبَالِ كَيفَ نُصِبَتْ (19)} [الغاشية: 19]
"نِصاب السكين: جُزْأَتها / عَجُزُها / مَقبِضُها الذي يُرَكَّب فيه السِيلان (السيلان - بالكسر: هو الجزء الممتد من عَجُزها مستَدِقًّا ليدخل في مقبضها). والمِنْصَب - بالكسر: ما يُتصَبُ عليه القِدْر إذا كان من حديد. والنُصْبة - بالضم: السارية. واليَنْصوبُ: علم يُنْصَب في الفلاهَ، وتيس أَنْصَبُ: منتصب القرنين. والنصائب: حجارة تنصب حول الحوض يسدّ ما بينها من الخَصَاص بالمَدَرة المعجونة. وصفيح (= صخور عِراض) مُنَصَّب - كمعظم: نُصِب بعضه على بعض. ونَصَبْت الرمح .. والعَلَم والبابَ، ونصبت الشيء (ضرب): أقمته ورفعته منتصبًا).
° المعنى المحوري
إقامة الشيء إلى أعلى قويًّا متماسكًا أو شديدًا على وضع مستقيم دائم: كلي يقيم النصابُ السكين فتقف إلى أعلى أو على استقامتها دون أن تتدلى، والمِنصبُ القِدرَ، والساريةُ الخيمة. وكالينصوب
…
الخ.
فمن النصب الإقامة: {وَإِلَى الْجِبَالِ كَيفَ نُصِبَتْ} [الغاشية: 19]، واستعمال النصب للجبال لأنها كتل هائلة مصمتة. والرفع للسماء في الآية السابقة لهذه - للفراغ الذي دونها كما قال {وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ} [الطور: 5]، "وأنصاب الحرَم: حدوده " (هي كُتَل عظيمة كالعُمُد القائمة. ثم إن تمييز حدود الشيء بيان لقوامه) والنَصْب - بالفتح وبالضم وبضمتين: ما نُصِب فعُبِد من دون الله، {كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ} [المعارج: 43]، كانوا يبتدرون إذا طلعت الشمس إلى نُصُبهم التي كانوا يعبدونها من دون الله [قر 297/ 18] (وفي الآية إنذار بالعقوبة مع
التبكيت بسبها لعلهم ينتبهوا ويزدجروا)، أو يُنْصَب فيذبح عنده، والجمع أنصاب. {وَمَا ذُبِحَ عَلى النُّصُبِ} [المائدة: 3]، {وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ} [المائدة: 90]. وقولهم "الشيء نُصبَ العين - بالضم: قائم أمام العين لا يخفى عليها وإن كان ملقى "(كأنه منصوب أمامها). وسائر ما في القرآن من التركيب فهو "النَصَب: التعب والمشقة "وسنذكره الآن - عدا ما يكون من كلمة (نصيب).
والقيام الدائم يشقّ على الحيّ، ومن هنا جاء "النَصْب - بالفتح وبالضم وبضمتين: الداء والبلاء والشر {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} [سورة ص: 41]. ونَصِبَ (تعب): أعيا وتعب " (كأنما أُقيمَ في عمل شديد حتَّى تعب)، ولذا قالوا أيضًا: "نَصِبَ الرجل: جَدّ (استمرّ فِي جِدٍّ واشتداد){فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} [الشرح: 7]، - (هذا حض على العمل لدين كان أو لدنيا وعدم الإخلاد للفراغ). {لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ} [التوبة: 120]، (من مشقة الجهاد) {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ} [الغاشية: 3] (هذا في الآخرة أشدّ الشقاء، إذ لا حصيلة ولا نهاية معروفة).
ومن الأصل "النصيب: الحظ من كل شيء "(إذ يُعْزَل ويقام لصاحبه)، {أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ} [الأعراف: 37]، أي ما أخبر الله عز وجل من جزائهم [ل 258]، {أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا} [البقرة: 202]، (ثوابٌ. والتنكير لعدم التحديد)(وكل لفظ (نصيب) في القرآن معناه الحظ من الشيء).
أما "نِصابُ الشمس: مغيبها "فهو مشبه بنصاب السكين من حيث مغيب سِنْخِها فيه.