الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[ينظر ل
نبأ]
. فهذا معناه أن أصلها الهمز، وهو لا يكون إلا بأنها من (نبأ) لا من (نبو).
• (نبأ):
{قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ} [ص: 67]
"نَبَأْت من الأرض إلى أرض أخرى: إذا خرجتَ منها إليها. نبَأ من بلد كذا: طَرأ. النابئ: الثور الذي يَنْبَأ من أرض إلى أرض أي يَخرج. سَيل نابئ: جاء من بلد آخر، ورجل نابئ كذلك. نبَأ عليهم: هَجَم وطلع. النَبْأة: النَشْز (من الأرض). النَبْأَة: الصوت الخفّي ".
° المعنى المحوري
ظهور أو طروء مسبوق أو مكنوف بخفاءٍ ما. كما في هذه الاستعمالات. فالأصل أن الذي يلحظ طُروء سَيْل أو ثور (أي من فصيلة البقر الوحشي) لا يعرف من أين صَدَر، وكذلك التعبير بهَجَمَ في تفسير "نبأ عليهم "معناه أنه لم يكن متوقَّعًا. وهذا خفاؤه. والنَبْأة النشْز فيها الظهور. أما الخفاء فيتحقق بأن يكون ارتفاعها محدودًا، أو أن يقع بتدرج فلا يَقْوى لحظُه. وأما "النبيء: الطريق الواضح "فأصله من التركيب غير المهموز حسب ما ذُكر في [تاج].
ومن ذلك "النبَأُ الخبر "-وينبغي أن يقيَّد بالخفى أي الذي كان خفيًّا- حسب الأصل الذي ذكرناه. وقد جاء في فروق أبي هلال ما يؤيد هذا. فقد قال إن "الفرق بين النبأ والخبر أن النبأ لا يكون إلا للإخبار بما لا يعلمه المخبَر، في حين أن الخبر يجوز أن يكون بما يعلمه وبما لا يعلمه. فيجوز أن تقول: تُخْبرني عما عندي ولا تقول تنبئني عما عندي. ثم ذكر قوله تعالى: {فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا
بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [الشعراء: 6]، حجةً لذلك، على أساس أنهم استهزءوا لأنهم كانوا لا يعلمون حقيقة العذاب، ولو علموا لتوقَّوْه. كما احتج بقوله تعالى:{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيكَ} [هود: 100]. والحقيقة أن القيد متحقق في كل ما جاء في القرآن الكريم. وبعض ذلك صريح مثل {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيبِ نُوحِيهَا إِلَيكَ} [هود: 49] وغيرها، لكن هناك ما ينبغي أن يُبَيَّن وجهه. كقوله تعالى:{وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ} [آل عمران: 49] فالأصل أن سيدنا عيسى لا يعلم هذا، فتحرير كلمة أبي هلال أن يقال إن النبأ يستعمل في ما الأصل فيه مجهول لأحد الطرفين. وقوله تعالى:{فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [المائدة 105]. فلا شك أنهم كانوا يعلمون ما يعملون، لكن الله عز وجل قال لهم {وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ} [ينظر فصلت: 22]، كما أنهم تصرفوا وهم في الدنيا تصرف من لا يعرف حقيقة ما يعمل، فاستعمل لهم اللفظ الذي يقتضيه حالهم. وهكذا.
وكلمة النبيّ -أرى أن أصلها من المهموز. فالقراءة بالهمز ثابتة في (النبيئين). والهمزة ثابتة في التنبؤ. والمعنى أن النبيّ -صلوات الله على نبينا وعليهم جميعًا- مُنْبأ من الله ومُنبِئٌ عن الله عز وجل. وأرى أنه يُفَضَّل عدم إرجاع هذه الكلمة الشريفة إلى النَبْوة- بالفتح، المكان المرتفع. فيكون معنى الاسم: الشريف أو الرفيع مثلًا. فالأشراف بين الناس بهذا المعنى لا يحصون عددًا، أما المُنْبأ من الله عز وجل فشَرَفُه لا يبارَى. وهم منذ بَدْء الخلق إلى الآن معدودون. وكل ما جاء في القرآن من التركيب فهو راجع إلى معنى "النَبَأ: الخبر الخفيّ حسب ما ذكرنا سواء عن ذلك الأفعال (نبّأ) ، (أنبأ)، (استنبأ) والمضارع