الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النون والهاء وما يثلثهما
•
(نهنه):
"ثَوبٌ نَهْنهٌ -بالفتح: رَقِيقُ النَسيج ".
° المعنى المحوري
فراغٌ أو رقةٌ في أثناء الشيء (1) كأثناء الثوب الموصوف. ومن الفراغ قيل: "نهنَهْت فلانًا عن الشيء: كفَفْته وزَجَرته. ونهنهت السبع: صِحْت به لتكُفَّه "(الكف توقف وانقطاع أي فراغ).
•
(نهى):
{إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} [الأنفال: 38]
"النَهى -بالفتح والكسر: الغدير أو موضع الماء الذي له حاجز ينهي الماء أن يفيضَ منه. والنِهَاء- كرحال: أَصغَرُ محابس (ماء) المطر. والتَنْهية -بالفتح- للوادي: حيث ينتهي إليه الماء من حروفه. ونافة نَهِيَّة- كغنية: بلغت غابة
(1)(صوتيًّا): تعبر النون عن امتداد جوفي، والهاء عن إخراج باستفراغ، والفصل منهما يعبر عن فراغ (أو رقة) يمتد في أثناء الشيء كالثوب النهنه. وفي (نهى) تضيف الياء معنى الامتداد ويعبر التركيب عن معنى قطع الامتداد (القطع من باب الفراغ) كما في النهي. وفي (نهج) تعبر الجيم عن جرم كثيف غير شديد، ويعبر التركيب عن أن الإفراغ انصب على جرم كثيف غير شديد فلأخرجه أو أبرزه ككتلة النَفس المسموعة بوضوح عند البُهْر وزئبر الثوب النَهج البالي وكإذهاب وعُورة الطريق العريض الواضح البارز. وفي (نهر) تعبر الراء عن استرسال، ويعبر التركيب عن استرسال ذلك الرقيق الذي يمتلئ به الجوف وجريانه كالماء في النهر وكضوء النهار.
السِمَن. والنهاء - كغراب أو كِساء: القوارير. والنَهاة- كفتاة: الوَدَعَة، ونُهْيَة الوتد -بالضم: الفُرضَة التي في رأسه " (الفُرضةُ: الحَزّ).
° المعنى المحوري
تَحبَّس الشيء (الرقيق) في مكانه وتوقُّفه فيه لا يتخطاه. كنِهاء الماء، وتنهية الوادي، والناقة النهية لا سِمَنَ لها فوق حالها، والقوارير تشفُّ فيُظَنُّ أنها تفيض ولكنها مانعة، والودعة تحبس ما فيها، ونُهية الوتد تحبس عقدة الحبل التي في رأس الوتد أي تمنعها من أن تنزلق.
ومن هذا "النهي ضد الأمر "وهو من التحبس والتوقف عند حد في الأصل. {وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]، فالنهى طلب كفٍّ عن بدء أمر أو عن استمراره. وبمعنى الكف هذا جاء كل (نَهى) وما تصرف عنها. والتناهي نَهى بعضهم بعضا {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} [المائدة: 79] و "النُهْية -بالضم وكرسالة: غاية كل شيء وآخره "(حيث يتوقف (ينقطع) جرمه).
ومنه "أنهيت إليه السهم: أوصلته إليه. وانتهى وتناهى: بَلَغ {إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44)} [النازعات: 44](أي علم موعد الساعة ينتهي إلى الله تعالى أي يتوقف سهب الخبر عن وقتها عنده تعالى أي هو وحده الذي يعلمه)({وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42)} [النجم: 42] الكل ينتهي إليه- كقوله تعالى: {ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11)} [السجدة: 11]. {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14)} [النجم: 14] إليها ينتهي ما يُعرج به من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما (يفاض) به من فوقها فيقبض منها [قر 17/ 94]. ثم إن أصل الانتهاء مطاوعة النهي بالتوقف عما نهى عنه.
والنُهْية -بالضم: العقل من ذلك أخذًا من الاحتباس والانتهاء عند حال