الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منخفض وإلا ما كان هو مرتفعًا، فبعض العلماء ينظر إلى المرتفع وبعضهم إلى المنخفض. وقد حدث مثل هذا في كلامهم عن التَلْعة. لكن الذي يحسم الأمر هو كلامهم عن القِرْبة وأن الأمت فيها هو الجزء المنثني لعدم الامتلاء، ويؤيده قولهم "الأَمْتُ: الوهدة بين كل نشْزين ".
والتخلخل نقص، ومنه قالوا "الأَمْت: العَيب في الثوب والحجر والفم ".
وقالوا: "أمْتٌ في الحجر لا فيك. معناه أبقاك الله بعد فناء الحجارة ".
ومن التخلخل يتأتى -أيضًا- الاسترخاء: "سِرْنا سيرًا لا أمتَ فيه ولا وَهَن فيه، أي لا ضعف. وفي الحديث "إن الله حرم الخمر فلا أمت فيها "أي لا تراخي ولا هوادة في ذلك "، وفترها الأزهريُّ بالشك. ولا وجه له.
والمَلْء جمع يتأتى من تخلخله معنى الحَزْر، لأنه جمع غير دقيق:"أَمَتُّ القومَ: حَزَرْتُهم، والماءَ: قدَّرْت ما بينك وبينه، ويقال: كم أَمْتُ ما بينك وبين الكوفة "؟
•
(متع):
{يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا} [هود: 3]
"جبلٌ ماتع: طويل شاهق. حبلٌ ماتع: جيّد الفتل. ورجلٌ ماتع: طويل. والجيِّد من كل شيء ماتعٌ. وقد مَتَعَ النهارُ مُتُوعًا: ارتفع وبلغ غاية ارتفاعه قبل الزوال / طال وامتدّ وتعالى. وأَمتَع بالشيء وتمتَّع به واستَمتع: دام له ما يَستمِدّه منه. ومتَّع الله فلانًا - ض، وأَمتعه: أبقاه وأَنْسأَه إلى أن ينتهي شبابُه. ومتَّع الشيءَ - ض: طوَّله ".
° المعنى المحوري
امتداد الشيء مع قوته وكمال حاله: كتلك الموصوفات حيث يُلحظ فيها الامتداد طولًا أو بقاءً مع جَوْدةٍ وكمال حال؛ ولذا استُعمل في
ما يبلُغ به الشيءُ ذلك من قوة باطنة وزادٍ وأَسْبابهما. والتركيب مستعمل في معنى الإبقاء دهرًا مع الزاد ومستلزمات المعيشة {يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} : يُبْقيكم بقاء في عافية إلى وقت وفاتكم ولا يستأصلكم بالعذاب [ل]{وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [يونس: 98] وهذا الفعل المضعف ومضارعه هما في القرآن بهذا المعنى: البقاء زمنًا ممتدًّا (أي حسب المعاد في حياة البشر) ويقال "أَبْغِي مُتْعة أعيش بها "مثلثة: أي شيئًا آكله أو زادًا أتزوده، أو قوتًا أقتاته ". أي الزاد ولوازم المعيشة. فأما {فَتَعَالينَ أُمَتِّعْكُنَّ} [الأحزاب: 28]، فهذه من متعة المطلقة، وكذلك في [البقرة 236، والأحزاب 49]. وأما {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَي الْحَجِّ} [البقرة: 196] فهذه متعة الحج. ولفظ (المتاع) يستعمل في اللوازم المذكورة: السلعة والمنفعة وكل ما تمُتِّع به، والمال والأثاث، وكل ما يُنتفَع به من عُروض الدنيا قليلها وكثيرها [ل] {فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ} [النور:29. وكذلك ما في النساء: 102، ويوسف: 17، 65، 79، والرعد.17] وسائر كلمة (متاع) في القرآن الكريم هي اسم مصدر للفعل (متّع) بمعناه المذكور (الإبقاء الطويل مع وجود لوازم المعيشة أو توفرها).
هذا، وقد تحمل المُتْعة معنى الالتذاذ بالشيء، وذلك من نُجوع الشيء طعامًا أو شرابًا أو غيره - في البدن وموافقته له تمام الموافقة فيرتاح له - وهذا من وجود الكمال {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} [الأحقاف: 20] وكذلك كلّ {وَاسْتَمْتَعْتُمْ} في القرآن. ويتأتى أيضًا أن يكون منه {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ} [الحجر: 3].