الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وغير حَفِل، ودارًّا وغير دارّ ".
•
(شطن):
{وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97)} [المؤمنون: 97]
"الشَطَن - محركة: الحبل الطويل الشديد الفتل يُسْتَقَى به وتشد به الخيل. بِئْر شَطونٌ: بعيدة القعر في جرابها عوج. رمح شَطون: طويل أعوج: أَلْية شطون إذا كانت مائلة في شِق ".
° المعنى المحوري
امتداد بالغ مع اعوجاج أو انحراف: كالبئر والرمح الموصوفين. والألية الشَطون منحرفة وهي في وسط قَوَام البَدَن الممتد. والشَطَن الحبلُ ممتد. وأما اعوجاجه فإما أن يكون من لوازم عدم صلابته، وإما أنَّه يكون توسعًا، أصله: الذي يُسْتَقَى به من البئر الشَطُون خاصة، وهي "التي تُنْزَع (الدلو منها) بحبلين من جانبيها، وهي متسعة الأعلى ضيقة الأسفل فإن نزعها (المستقى) بحبل واحد جَرَّها على الطيّ فتخرقت ". فيكون أصل الشَطَن هو "الحبل الذي يُشْطن به الدلو "من أحد الجانبين، ومقابله شَطَن يشدُّه آخرُ، فهما مشاطنان. وهذه الجانبية هي العوج.
ومن مادّي ذلك أيضًا: "الشيطان من سمات الإبل: وَسْم يكون في أعلى الوَرِك مُنْتصبًا على الفخذ إلى العُرقوب ملتويًا "(فهو مستطيل ومعوجّ ودقيق). و "الشيطان: حية لها عُرف "(فالامتداد متحقق والعرف مميّز كالثَنْية). ومن الشَطَن الحبل قالوا "شطنه (نصر): شدّه بالشَطَن. هو ينزو بين شَطنين: يُضْربُ مثلًا للإنسان الأَشِر القوي، لأن الفرس إذا استعصى على صاحبه شده بحبلين من جانبين ".
ومن الامتداد قالوا: "شَطَن عنه: بَعُد، وأشطنه: أبعده. كلُّ هَوًى شاطنٌ في
النار. الشاطن: البعيد عن الحق. أي كل ذي هوى. شطَنت الدار: بَعُدت. نية شَطُون: بعيدة ".
ومنه مع مقابل العوج: "نوًى شَطون: بعيدة شاقة. وحرب شطون: شديدةٌ عَسِرة ". ومن ملاحظة العوج أكثر: "شطنه (نصر): خالفه عن وجهه ونيته ".
وأما "الشيطان فهو (فَيْعال) من شَطَنَ إذا بَعُد [ولفظ (شاطن) في شاهدين في [ل] يثبت أصالة النون حَسْما]، وكل عات = متمرد من الجن والإنس والدواب شيطان "فخفاؤه بُعد، وتمرده اعوجاج. وعتوه وتمرُّده المأخوذ من الاعوجاج في الأصل هو أساس كل أعماله و (وظائفه) من وسوسة بالشر، واستزلال، وإضلال ونزغ، وهمز، ومسّ وتزيين للباطل وصدّ عن سبيل الله إلخ ما أسند إليه في القرآن الكريم. وقوله تعالى {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ} [الصافات: 65] قال الزجاج: وجه (هذا التشبيه) مع أن الشيطان لا يُرى، أنَّه يُسْتَشعَر أنَّه أقبح ما يكون من الأشياء، ولو رُئي لرُثي في أقبح صورة " [ل].
وأخيرًا فإن قوله تعالى: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيطَانُ} [الأعراف: 20]، وكذلك:{فَوَسْوَسَ إِلَيهِ الشَّيطَانُ} [طه: 120]، يعني أن الشيطان هو إبليس نفسه؛ لأنه هو الذي أَبى السجود لآدم وأقسم ليغوينه وذريته. وفي [سبأ: 20] تصديق أنَّه هو المُغوِي، وأنه أول الجن وبداءتهم كآدم في الإنس. وبما أنَّه عات متمرد فإنه يستحق اسم الشيطان، لكن هناك من قال إن الشيطان من ذرية إبليس، وإنه كنوح في الإنس [ينظر بحر 6/ 129، كشاف إصطلاحات الفنون / بسج / 2/ 540، 1/ 355، 3/ 445]، وفي [طه 120] ما يردّ هذا. {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ} [البقرة: 14] اليهود، أو رؤسائهم في الكفر، أو كهنتهم. [ينظر بحر 1/ 201 - 202].