الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثُمَّ قَرَأَ: {وَكَذَلِكَ أَخذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}
رواه البخاريُّ (4686)، ومسلم (2583)، والترمذيُّ (3109)، وابن ماجه (4018).
* * *
(13) باب الأخذ على يد الظالم ونصر المظلوم
[2489]
عَن جَابِرٍ قَالَ: اقتَتَلَ غُلَامَانِ: غُلَامٌ مِن المُهَاجِرِينَ، وَغُلَامٌ مِن الأَنصَارِ، فَنَادَى المُهَاجِرُ - أَو المُهَاجِرُونَ -: يَا لَلمُهَاجِرِينَ!
ــ
{وَكَذَلِكَ أَخذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}
و(قوله: من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة) هذا حض على ستر من ستر نفسه، ولم تدع الحاجة الدينية إلى كشفه، فأمَّا من اشتهر بالمعاصي، ولم يبال بفعلها، ولم ينته عما نهي عنه، فواجب رفعه للإمام، وتنكيله، وإشهاره للأنام ليرتدع بذلك أمثاله، وكذلك من تدعو الحاجة إلى كشف حالهم من الشهود والمجرحين، فيجب أن يكشف منهم ما يقتضي تجريحهم، ويحرم سترهم مخافة تغيير الشرع، وإبطال الحقوق.
(13 و 14 و 15) ومن باب: الأخذ على يد الظالم ونصر المظلوم (1)
(قوله: كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار)(2) في الصحاح:
(1) شرح المؤلف رحمه الله تحت هذا العنوان ما أشكل في هذا الباب وما أشكل أيضًا في باب: من استطال حقوق الناس. . . وما أشكل في باب: النهي عن دعوى الجاهية.
(2)
هذه الرواية بنصها في صحيح مسلم (2584)(64).
فَنَادَى الأَنصَارِيُّ: يَا لَلأَنصَارِ! فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَا هَذَا؟ ! دَعوَى أَهلِ الجَاهِلِيَّةِ؟ قَالُوا: لَا، يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا أَنَّ غُلَامَينِ اقتَتَلَا فَكَسَعَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، قَالَ: فَلَا بَأسَ وَليَنصُر الرَّجُلُ أَخَاهُ ظَالِمًا أَو مَظلُومًا، إِن كَانَ ظَالِمًا فَليَنهَهُ، فَإِنَّهُ لَهُ نَصرٌ، وَإِن كَانَ مَظلُومًا فَليَنصُرهُ.
رواه أحمد (3/ 338)، والبخاريُّ (3518)، ومسلم (2584)(62)، والترمذي (3315)، والنسائي في الكبرى (8863).
* * *
ــ
الكسع: أن تضرب دبر الإنسان بيدك، أو بصدر قدمك، يقال: اتبع فلان أدبارهم يكسعهم بالسيف، مثل: يكسؤهم، أي: يطردهم، ومنه قول الشاعر (1):
كسع الشتاء بسبعة غبر (2)
…
. . . . . . . . . . .
ووردت الخيل يكسع بعضها بعضا.
و(قوله: انصر أخاك ظالما أو مظلوما (3)) هذا من الكلام البليغ الوجيز الذي قل من ينسج على منواله، أو يأتي بمثاله، وأو فيه للتنويع والتقسيم، وإنما سمي رد الظالم نصرا، لأنَّ النصر هو العون. ومنه قالوا: أرض منصورة، أي: معانة بالمطر، ومنع الظالم من الظلم عون له على مصلحة نفسه، وعلى الرجوع إلى الحق، فكان أولى بأن يسمى نصرا.
ودعوى الجاهلية: تناديهم عند الغضب، والاستنجاد: يا آل فلان! يا بني
(1) هو أبو شبل الأعرابي.
(2)
هذا صدر بيت، وعجزه: أيامِ شَهْلَتِنا من الشهْرِ.
(3)
هذا اللفظ ليس في التلخيص ولا في صحيح مسلم، بل هو عند أحمد (3/ 201)، والبخاري (2443 و 2444)، والترمذي (2255) من حديث أنس بن مالك.