الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَلَى يَتِيمٍ - وفِي رواية: على ولد في صغره - وَأَرعَاهُ عَلَى زَوجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ.
وفي أخرى: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ أُمَّ هَانِئٍ بِنتَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَت: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي قَد كَبِرتُ وَلِي عِيَالٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: خَيرُ نِسَاءٍ رَكِبنَ الإبل
…
ثُمَّ ذَكَرَ نحوه.
رواه أحمد (2/ 269)، ومسلم (2527)(200 و 201).
* * *
(78) باب في المؤاخاة التي كانت بين المهاجرين والأنصار
.
[2434]
عَن أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آخَى بَينَ أَبِي عُبَيدَةَ بنِ الجَرَّاحِ، وَبَينَ أَبِي طَلحَةَ.
رواه مسلم (2528).
ــ
قريش على نساء العرب خاصة، لأنَّهم أصحاب الإبل غالبًا، وقد جاء في الرواية الأخرى: خير نساء ركبن الإبل نساء قريش ولم يذكر: (صالح). وهو مراد حيث سكت عنه، ويحمل مطلق إحدى الروايتين على مقيد الأخرى، وهو مما اتفق عليه من أقسام حمل المطلق على المقيد كما حققناه في الأصول. ويعني بالصلاح هنا: صلاح الدين، وصلاح المخالطة للزوج وغيره، كما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: أحناه على يتيم وولد، وأرعاه على زوج، والحنو: الشفقة. والرعي: الحفظ والصيانة. والله أعلم.
(78)
ومن باب: المؤاخاة التي كانت بين المهاجرين والأنصار
(قوله: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي عبيدة بن الجراح، وبين أبي طلحة رضي الله عنهما المؤاخاة: مفاعلة من الأخوة، ومعناها: أن يتعاقد الرجلان
[2435]
وعن عَاصِمٌ الأَحوَلُ قَالَ: قِيلَ لِأَنَسِ بنِ مَالِكٍ: بَلَغَكَ أَنَّ
ــ
على التناصر والمواساة، والتوارث حتى يصيرًا كالأخوين نسبًا، وقد يسمى ذلك: حلفًا، كما قال أنس رضي الله عنه: قد حالف رسول الله صلى الله عليه وسلم بين قريش والأنصار في داره بالمدينة، وكان ذلك أمرًا معروفًا في الجاهلية، معمولًا به عندهم، ولم يكونوا يسمُّونه إلا حلفًا، ولما جاء الإسلام عمل النبي صلى الله عليه وسلم به، وورث به على ما حكاه أهل السير، وذلك أنهم قالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين أصحابه مرتين: بمكة قبل الهجرة، وبعد الهجرة. قال أبو عمر: والصحيح عند أهل السير والعلم بالآثار والخبر في المؤاخاة التي عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار حين قدومه إلى المدينة بعد بنائه المسجد على المواساة والحق، فكانوا يتوارثون بذلك دون القرابات، حتى نزلت:{وَأُولُو الأَرحَامِ بَعضُهُم أَولَى بِبَعضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} فآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين علي بن أبي طالب ونفسه، فقال له: أنت أخي وصاحبي (1)، وفي رواية أنت أخي في الدنيا والآخرة (2). وكان علي رضي الله عنه يقول: أنا عبد الله، وأخو رسوله، لم يقلها أحدٌ قبلي، ولا يقولها أحدٌ بعدي إلا كذاب مفتر.
وآخى بين أبي بكر الصديق وبين خارجة بن زيد، وبين عمر بن الخطاب وعتبان بن مالك، وبين عثمان بن عفان وأوس بن ثابت أخي حسان بن ثابت، وبين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع، وبين الزبير وسلمة بن سلامة (3) بن وِقش، وبين طلحة وكعب بن مالك، وبين أبي عبيدة وسعد بن معاذ، وبين سعد ومحمد بن مسلمة، وبين سعيد بن زيد وأبي بن كعب، وبين مصعب بن عمير وأبي
(1) رواه أحمد (1/ 230).
(2)
رواه الترمذي (3720).
(3)
في (ز): سلامة بن أسامة، وفي (م 4): سلافة بن سلامة. والمثبت من أسد الغابة (2/ 250).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
أيوب، وبين عمار وحذيفة حليف بني عبد الأشهل، وقيل: بين عمار وثابت بن قيس، وبين أبي حذيفة بن عتبة وعباد بن بشر، وبين أبي ذر والمنذر بن عمرو، وبين ابن مسعود وسهل بن حنيف، وبين سلمان الفارسي وأبي الدرداء، وبين بلال وأبي رويحة الخثعمي، وبين حاطب بن أبي بلتعة وعويم بن ساعدة، وبين عبد الله بن جحش وعاصم بن ثابت، وبين عبيدة بن الحارث وعمير بن الحمام، وبين الطفيل بن الحارث - أخيه - وسفيان بن بشر، وبين الحصين بن الحارث - أخيهما - وعبد الله بن جبير، وبين عثمان بن مظعون والعباس بن عبادة، وبين عتبة بن غزوان ومعاذ بن ماعص، وبين صفوان بن بيضاء ورافع بن المعلى، وبين المقداد بن عمرو وعبد الله بن رواحة، وبين ذي الشمالين ويزيد بن الحارث من بني خارجة، وبين أبي سلمة بن عبد الأسد وسعد بن خيثمة، وبين عمير بن أبي وقاص وخبيب بن عدي، وبين عبد الله بن مظعون وقطبة بن عامر، وبين شماس بن عثمان وحنظلة بن أبي عامر، وبين الأرقم بن أبي الأرقم وطلحة بن زيد الأنصاري، وبين زيد بن الخطاب ومعن بن عدي، وبين عمرو بن سراقة وسعد بن زيد من بني عبد الأشهل، وبين عاقل بن البكير ومبشر بن عبد المنذر، وبين عبد الله بن مخرمة وفروة بن عمرو (1) البياضي، وبين خنيس بن حذيفة والمنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح، وبين أبي سبرة بن أبي رهم وعبادة بن الحسحاس، وبين مسطح بن أثاثة وزيد بن المزين، وبين أبي مرثد الغنوي وعبادة بن الصامت، وبين عُكاشة بن محصن والمجذر بن زياد حليف الأنصار، وبين عامر بن فهيرة والحارث بن الصمة، وبين مهجع مولى عمر وسراقة بن عمرو النجاري.
قال: وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين المهاجرين قبل الهجرة [على الحق والمواساة](2) فآخى بين أبي بكر وعمر، وبين حمزة وزيد بن حارثة، وبين عثمان
(1) في (ز): عمير، وفي (م 4): عمر، والمثبت من أسد الغابة (4/ 357).
(2)
ما بين حاصرتين سقط من (ز).
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَا حِلفَ فِي الإِسلَامِ؟ فَقَالَ أَنَسٌ: قَد حَالَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَينَ قُرَيشٍ، وَالأَنصَارِ فِي دَارِهِ.
وفي رواية: في داره التي بالمدينة.
رواه البخاري (7340)، ومسلم (2529)(204 و 205)، وأبو داود (2926).
ــ
وعبد الرحمن بن عوف، وبين الزبير وابن مسعود، وبين عبيدة بن الحارث وبلال، وبين مصعب بن عمير وسعد بن أبي وقاص، وبين أبي عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة، وبين سعيد بن زيد وطلحة بن عبيد الله، [رضي الله عن جملة المهاجرين والأنصار](1).
قلت: وقد جاء في كتاب مسلم من حديث أنس: أنه آخى بين أبي عبيدة بن الجراح وبين أبي طلحة، وقال أبو عمر: إنه آخى بين أبي عبيدة وبين سعد بن معاذ. والأولى ما في كتاب مسلم.
و(قوله: لا حلف في الإسلام) أي: لا يتحالف أهل الإسلام كما كان أهل الجاهلية يتحالفون، وذلك أن المتحالفين كانا يتناصران في كل شيء، فيمنع الرجل حليفه، وإن كان ظالمًا، ويقوم دونه، ويدفع عنه بكل ممكن، فيمنع الحقوق، وينتصر به على الظلم، والبغي، والفساد، ولما جاء الشرع بالانتصاف من الظالم، وأنه يؤخذ منه ما عليه من الحق، ولا يمنعه أحد من ذلك، وحد الحدود، وبين الأحكام، أبطل ما كانت الجاهلية عليه ممن ذلك، وبقي التعاقد والتحالف على نصرة الحق، والقيام به، وأوجب ذلك بأصل الشريعة إيجابا عامًا على من قدر عليه من المكلَّفين.
(1) ما بين حاصرتين مستدرك من (ز).
[2436]
وعَن جُبَيرِ بنِ مُطعِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَا حِلفَ فِي الإِسلَامِ، وَأَيُّمَا حِلفٍ كَانَ فِي الجَاهِلِيَّةِ لَم يَزِدهُ الإِسلَامُ إِلَّا شِدَّةً.
رواه أحمد (4/ 83)، ومسلم (2530)، وأبو داود (2925).
* * *
ــ
ثم إنه صلى الله عليه وسلم خصَّ أصحابه من ذلك بأن عقد بينهم حلفًا على ذلك مرتين - كما تقدَّم - تأكيدًا للقيام بالحق والمواساة، وسمَّى ذلك أخوة مبالغة في التأكيد والتزام الحرمة، ولذلك حكم فيه بالتوارث حتى تمكن الإسلام، واطمأنت القلوب، فنسخ الله تعالى ذلك بميراث ذوي الأرحام.
و(قوله: وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدَّة) يعني من نصرة الحق، والقيام به، والمواساة، وهذا كنحو حلف الفضول الذي ذكره ابن إسحاق. قال: اجتمعت قبائل من قريش في دار عبد الله بن جدعان لشرفه ونسبه، فتعاقدوا وتعاهدوا على ألا يجدوا بمكة مظلومًا من أهلها، أو غيرهم، إلا قاموا معه حتى ترد عليه مظلمته، فسمَّت قريش ذلك الحلف: حلف الفضول، أي: حلف الفضائل، والفضول هنا جمع فضل للكثرة، كفلس وفلوس.
وروى ابن إسحاق عن ابن شهاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفًا ما أحبُّ أن لي به حمر النعم، ولو أدعى به (1) في الإسلام لأجبت (2).
وقال ابن إسحاق: تحامل الوليد بن عتبة على حسين بن علي في مال له لسلطان الوليد، فإنَّه كان أميرًا على المدينة. فقال له حسين: احلف بالله لتنصفني
(1) في (ع): له.
(2)
رواه البيهقي (6/ 167).