الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[2180]
وعن جَابِرَ بنَ عَبدِ اللَّهِ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَن رَآنِي فِي المنَامِ فَقَد رَآنِي فَإِنَّهُ لَا يَنبَغِي لِلشَّيطَانِ أَن يَتَشَبَّهَ بِي.
وفي رواية: أن يتمثل في صورتي.
رواه مسلم (2268)(12 و 13).
* * *
(5) باب لا يخبر بتلعب الشيطان به
[2181]
عَن جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ أَعرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيتُ فِي المَنَامِ كَأَنَّ رَأسِي ضُرِبَ فَتَدَحرَجَ فَاشتَدَدتُ عَلَى أَثَرِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلأَعرَابِيِّ: لَا تُحَدِّث النَّاسَ بِتَلَعُّبِ الشَّيطَانِ بِكَ فِي مَنَامِكَ، وَقَالَ: سَمِعتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعدُ يَخطُبُ فَقَالَ: لَا يُحَدِّثَنَّ أَحَدُكُم بِتَلَعُّبِ الشَّيطَانِ بِهِ فِي مَنَامِهِ.
ــ
ذكرناه. وإن كان الثاني هو الصحيح، فمعناه: أن رؤيته حق وصدق كما قدمناه. والله تعالى أعلم.
(5)
[ومن باب: لا يخبر بتلعب الشيطان به](1)
(قوله للأعرابي الذي أخبره: أنه رأى أن رأسه قد قطع: لا تخبر بتلعب الشيطان بك في منامك (2)، دليلٌ على منع أن يخبر الإنسان بما يراه في منامه مما
(1) ما بين حاصرتين ليس في الأصول، وما أثبتناه استدرك من التلخيص.
(2)
هذه الرواية في صحيح مسلم (2268)(14) لم يوردها المؤلف رحمه الله في التلخيص.
وفي رواية: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيتُ فِي المَنَامِ كَأَنَّ رَأسِي قُطِعَ، قَالَ: فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَذكر نحوه.
رواه أحمد (3/ 315)، ومسلم (2268)(15 و 16)، والنّسائي (912) في اليوم والليلة، وابن ماجه (3913).
* * *
ــ
يكرهه، مما يظن أنه من الشيطان. وقد تقدَّم بيان ذلك. وهذه المنام على مساق هذا الحديث ليس في ظاهرها ما يدلّ على أنها من الشيطان، غير أن النبي صلى الله عليه وسلم علم أنها من الشيطان بطريق آخر غير ظاهرها، [فإمَّا أن يكون ذكر الرائي ما يدلّ على ذلك، ولم ينقله الراوي، وإمَّا أن يكون ذلك من باب الوحي وهو الظاهر (1). وقد ذكر أهل العلم بالعبارة قطع الرأس في النوم، وذكروا: أنه يدل على زوال نعم الرائي، أو سلطانه، أو تغيُّر حاله، أو مفارقة من هو فوقه، فإنَّ كان عبدًا دلَّ على عتقه، أو مريضًا فعلى شفائه، أو مِديانًا فعلى قضاء دينه، أو صرورة (2) فعلى حَجِّه، أو مغمومًا فعلى فرجه، أو خائفًا فعلى أمنه، إلى غير ذلك مما وسَّعوا القول فيه. وقد ذكر ابن قتيبة في كتاب أصول العبارة أن رجلًا قال: يا رسول الله! رأيت فيما يرى النائم كأن رأسي قطع فجعلت أنظر إليه بإحدى عيني! فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: بأيتهما كنت تنظر إليه؟ فلبث ما شاء الله، ثم قُبِض النبي صلى الله عليه وسلم فعبَّر الناس: أن الرأس كان النبي صلى الله عليه وسلم وأن النظر إليه كان اتباع السُّنَّة.
* * *
(1) ما بين حاصرتين سقط من (ع).
(2)
يُقال: رجل صرورة؛ للذي لم يحج.