الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى البطن
وهو خلاف الظَّهر - والجمع أَبطن، وبُطون، وبُطْنان، - والجماعة دون القبيلة، أَو دون الفَخذ، وفوق العِمَارة. والجمع أَبطن وبطون. والبطن: جوف كلّ شئٍ. ورجل بَطِين: عظيم البطن، وبَطِنٌ - ككتف -: هَمّه بطنه، أَو رَغِيب لا يَنتهى عن الأَكْلِ. ويقال لما تدركه الْحاسّة: ظاهر، ولما يخفى عنها: باطن؛ قال تعالى: {وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإثم وَبَاطِنَهُ} ورجل مُبَطَّن: خميص البطن، وبُطِن - كعنى - أُصيب بطنه، فهو مبطون أَى عليل البطن. والبطانة: خلاف الظِّهارة. ويستعار البطانة لمن تختصّه بالاطِّلاع على باطن أَمرك. قال تعالى: {لَا تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً} أَى مختصّاً بكم: يَستبطِن أُموركم. وذلك استعارة من بِطَانة الثوب، بدلالة قولهم: لبِست فلاناً إِذا اختصصته، وفلان شِعارى ودثارى. وفى الصّحيح عن النبىّ صلى الله عليه وسلم "مَا بَعَثَ اللهُ مِنْ نَبىٍّ وَلَا اسْتَخْلَفَ خليفة إِلَاّ كانت له بِطَانتان: بِطَانة تأْمره بالخَيْر، وتحضُّه عليه، وبطانة تأْمره بالشَّرّ، وتحُثُّه عليه".
والظَّاهر، والباطن فى صفة الله - تعالى - لا يقال إِلَاّ مزدوجَيْن؛ كالأَوّل والآخر. والظَّاهر قيل: إِشارة إِلى معرفتنا البديهيّة؛ فإِنّ الفطرة
تقتضى فى كلّ ما نظر إِليه الإِنسان أَنَّه موجود؛ كما قال - تعالى -: {وَهُوَ الذي فِي السمآء إلاه وَفِي الأرض إلاه} . ولذلك قال بعض الحكماءِ: مَثَل طالب معرفتِه مَثَلُ مَن طوّف الآفاق فى طلب ما هو معه. والباطن إِشارة إِلى معرفته الحقيقية. وهى الَّتى أَشارة إِليها أَبو بكر الصّدّيق - رضى الله تعالى عنه - بقوله: يا من غاية معرفته، القصور عن معرفته. وقيل: ظاهر بآياته، باطن بذاته، وقيل: ظاهر بأَنَّه محيط بالأَشياءِ، مدرك لها، باطن من أَن يحاط به؛ كما قال:{لَاّ تُدْرِكُهُ الأبصار وَهُوَ يُدْرِكُ الأبصار} . وقد رُوى عن أَمير المؤمنين علىّ - رضى الله عنه - ما دلَّ على تفسير اللفظتين، حيث قال: تجلَّى لعباده من غير أَن رأَوه، وأَراهم نفسَه من غير أَنْ تجلَّى لهم. ومعرفة ذلك تحتاج إِلى فهم ثاقب، وعقل وافر. وقوله تعالى:{وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} قيل: الظاهر بالنبوّة، والباطنة بالعقل. وقيل: الظَّاهرة: المحسوسات، والباطنة: المعقولات: وقيل: الظاهرة: النُّصرة على الأَعداءِ بالنَّاس، والباطنة: النصرة بالملائكة. وكلّ ذلك يدخل فى عموم الآية. والله أَعلم.