الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الحمى والحن
والحنث والحنجرة والحنذ والحنف والحنك والحوذ والحور والحيز والحوش [والحيص] والحوط والحيف والحيق.
أَمّا الحَمْى فهو الحرارة المتولِّدة من الجواهر المُحْمِيَة كالنَّار والشَّمس، ومن القوّة الحارّة فى البدن. قال تعالى:{فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} أَى حارّة. وقرئ (حَمِئَةٍ) أَى ذات حَمْأَة وهى الطِّين الأَسود المُنْتِن.
وقوله تعالى: {وَلَا حَامٍ} قيل: هو الفحل إِذا ضَرَبَ عشرة أَبطن قالوا: قد حَمَى ظهرَه فلا يُرْكَب. وأَحماء المرأَة: كلّ مَنْ كان من قِبَل زوجها. وقوله تعالى: {مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} أَى طين أَسود مُنْتِن.
وقوله تعالى: {وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا} أَى رحمةً وعطفاً. وأَصله الحنين، ولمّا كان الحنين نزاعا متضمِّناً للإِشفاق [والإِشفاق لا ينفك من الرحمة] عبّر عن الرّحمة به فى قوله تعالى:{وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا} .
وقوله تعالى: {وَبَلَغَتِ القلوب الحناجر} أَى الغلاصم جمع حَنْجرة وهى رأْس الغَلْصمة من خارج.
وقوله تعالى: {أَن جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} أَى مَشْوِىّ بين حجرين وإِنَّما يُفعل ذلك لينصبّ عنه اللُّزوجة الَّتى فيه، من قولهم: حنذت الفَرَس أَى أَحضرته شوطاً أَو شوطين ثمّ ظاهرت عليه الجِلال ليَعْرَق، وهو محنوذ وحَنيذ.
وقوله تعالى: {قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً} أَى مائلاً عن الباطل إِلى الحقّ، وعن الضَّلال إِلى الاستقامة. وسمّت العربُ كلّ مَن اختَتَن أَو حَجّ حنيفاً تنبيهاً على أَنَّه على دين إِبراهيم عليه السلام.
وقوله تعالى: {لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ} يحتمل أَنَّه مأْخوذٌ من حَنَكْت الدّابة: أَصبت حَنَكه باللِّجام والرَّسَن، نحو قولك: لأَلْجمَنَّ فلاناً ولأَرِْسُننَّهُ. ويحتمل أَن يكون مأْخوذاً من قولهم: احتنك الجرادُ الأَرْضَ أَى استولى بحنكه عليها فأَكلها واستأصلها. فيكون معناه: لأَستولينّ عليهم استيلاءً.
وقوله تعالى: {استحوذ عَلَيْهِمُ الشيطان} أَى اسْتاقهم مستولياً عليهم، من حاذ الابلَ يحوذها إِذا ساقها سوقاً عنيفا، أَو من قولهم: استحوذ العَيْرُ [على] الأَتان إِذا استولى على حاذَيْها أَى جانبى ظهرها.
وقوله تعالى: {حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ} جمع أَحور وحوراءُ. والحَوَر - محرّكة -: ظهور قليل من البياض فى العين من بين السّواد. وقد احورّت عينُه. وذلك نهاية الحسن من العين. وقوله تعالى: {إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ} أَى لن يبعث. وذلك نحو قوله تعالى: {زَعَمَ الذين كفروا أَن لَّن يُبْعَثُواْ} والحواريّون: أَنصار عيسى: قيل: كانوا قَصَّارين وقيل: كانوا صيّادين، وقال بعضهم: سُمّوا به لأَنَّهم كانوا يُطهِّرُونَ نفوس النَّاس من الأَدناس بإِفادتهم العلم والدّين.
وقوله تعالى: {مُتَحَيِّزاً إلى فِئَةٍ} أَى صائراً إِلى حَيِّز، وأَصله من الواو. وذلك كلّ جمعٍ منضمٍّ بعضُه إِلى بعض.
و {حَاشَ للَّهِ} أَى بعيداً منه. قال أَبو عُبَيدة: هى تنزيه واستثناءٌ.
وقال أَبو علىّ الفسَوىّ: حاش ليس باسم لأَنَّ حرف الجرّ لا يَدخل على مثله، وليس بحرف لأَنَّ الحرف لا يحذف منه ما لم يكن مضعّفاً تقول حاشى وحاشَ. فمنهم من جعل حاش أَصلاً فى بابه وجعله من لفظ الحوش أَى الوَحْش. والحُوشِىُّ: الغامض من الكلام، والوحشىُّ من الإِبل وغيرها، منسوب إِلى الحُوش وهو بلاد الجنّ: وقيل الحُوش فحول جنّ ضربت فى نَعَم مَهْرة فنُسِب إِليها.
وقوله تعالى: {مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ} أَى مَحِيد ومَعْدِل ومَمِيل ومَهْرَب، من حاصَ عنه حَيْصاً وحَيْصَةً وحُيُوصاً ومَحِيصاً ومَحَاصاً وحَيَصاناً: عدل وحادَ.
والحائط: الجدار، والإِحاطة يقال على وجهين:
أَحدهما: فى الأَجسام نحو أَحطت بمكان كذا. ويستعمل فى الحفظ نحو: {أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ} أَى حافظ له من جميع جهاته. ويستعمل فى المنع نحو قوله تعالى: {إِلَاّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ} أَى إِلَاّ أَن تُمنعوا.
وقوله تعالى: {وَأَحَاطَتْ بِهِ خطيائته} فذلك أَبلغ استعارة. وذلك أَنَّ الإِنسان إِذا ارتكب ذنباً واستمرّ عليه استجرّه إِلى ارتكاب ما هو أَعظم منه، فلا يزال يرتقى حتَّى يُطبع على قلبه فلا يمكنه أَن يخرج من تعاطيه. والاحتياط: استعمال ما فيه الحِياطة أَى الحفظ.
والثَّانى: فى العلم نحو قوله تعالى {أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً} فالإِحاطة بالشئ علماً هو أَن يعلم وجوده وجنسه وكيفيّته وقَدْره وغرضه المقصود به وبإِيجاده وما يكون هو منه، وذلك ليس إِلَاّ لله. وقال {بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ} فنفى ذلك عنهم. وقال صاحب موسى {وَكَيْفَ تَصْبِرُ على مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً} تنبيهاً أَنَّ الصّبر التَّام إِنَّمَا يقع بعد إِحاطة العلم بالشَّئ. وذلك صَعْبٌ إِلَاّ بفيض إِلهى.
وقوله تعالى: {وظنوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ} فذلك إِحاطة بالقدرة.
وقوله تعالى: {أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ الله عَلَيْهِمْ} أَى أَن يجوز فى حكمه.
{وَلَا يَحِيقُ المكر السيىء إِلَاّ بِأَهْلِهِ} أَى لا ينزل ولا يصيب.