الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الاصحاب
وقد ورد فى التنزيل على خمسة أَوجهٍ:
الأَوّل: بمعنى الجنسيّة: {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ} ، و {مَا بِصَاحِبِكُمْ مِّن جِنَّةٍ} أَى بالذى هو من جنسكم.
الثَّّانى: بمعنى حقيقة الصّحبة: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ} يعنى أَبا بكر فى الغار.
الثَّالث: بمعنى: (السّكون والفراغة){إِنَّ أَصْحَابَ الجنة اليوم فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} أَى ساكنيها ومنه {وَأَنَّ المسرفين هُمْ أَصْحَابُ النار} ، {لَا يستوي أَصْحَابُ النار وَأَصْحَابُ الجنة أَصْحَابُ الجنة} أَىْ سُكَّانهما.
الرّابع: بمعنى المرافقة والموافقة {أَنَّ أَصْحَابَ الكهف والرقيم} .
الخامس: بمعنى التصرّف والاستيلاءِ: {وَمَا جَعَلْنَآ أَصْحَابَ النار إِلَاّ مَلَائِكَةً} أَى الموكِّلين بها المتصرّفين فيها.
والأَصل فيه أَنَّ الصَّاحب: هو الملازم، إِنساناً كان، أَو حيواناً، أَو مكاناً، أَو زماناً. ولا فرق بين أَن يكون مصاحبتُه بالبدن - وهو الأَصل
والأَكثر -، أَو بالعناية، والهمّة. ولا يقال (فى العرف إِلا لمن كثر ملازمته ويقال) لمالك الشئِ: هو صاحبه. وقد يضاف الصّاحب إِلى مَسُوسِهِ؛ نحو صاحب الجيش، وإِلى سائسه، نحو صاحب الأَمير.
والمصاحبة والاصطحاب أَبلغ من الاجتماع؛ لأَنَّ المصاحبة تقتضى طول لُبْثه. وكلّ اصطحاب اجتماع، وليس كلّ اجتماع اصطحاباً.
والإِصحاب للشئ: الانقياد له. وأَصله أَن يصير له صاحبا. ويقال. أَصحب فلان: إِذا كبِرَ ابنُه، فصار صاحبَه، وأَصحب فلان فلاناً: جعله صاحباً له؛ قال تعالى: {وَلَا هُمْ مِّنَّا يُصْحَبُونَ} أَى لا يكون لهم من جهتنا ما يَصْحبهم: من سكينة، ورَوْح، وتوفيق، ونحو ذلك ممّا يُصْحِبه أَولياءَه.