الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والجِنْح - بالكسر -: قطعة من اللَّيل مظلمة لأَنَّها جانب منه. وفى الحديث "إِنّ الملائكة لَتَضَعُ أَجنحتَها لطالبِ العلمِ رضاً بما يصنع".
بصيرة فى الجند
وهو العسكر، سمّى به اعتباراً بالغِلَظ والاجتماع من الجَنَد بالتَّحريك وهو الأَرض الَّتى فيها الحجارة المجتمِعة؛ ثمَّ يقال لكلِّ مجتمع: جُنْد نحو "الأَرواحُ جنود مجنَّدة" وجَمْع الجُنْد أَجناد وجُنود. وقوله تعالى {إِذْ جَآءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا} فالجنود الأُولى من الكفَّار، والثانية من الملائكة.
بصيرة فى الجهد بالفتح والضم
وهو الطَّاقة والمَشَقَّة. وقيل بالفتح: المشقَّة، وبالضمّ الْوُسْع. وقيل: الجهد: ما يَجْهَد الإِنسان.
قوله تعالى {لَا يَجِدُونَ إِلَاّ جُهْدَهُمْ} {وَأَقْسَمُواْ بالله جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} أَى حَلفوا واجتهدوا فى الحلفِ أَن يأْتوا به على أَبلغ ما فى وُسْعهم. والاجتهاد: أَخْذ النَّفس ببذل الطَّاقة، وتحمّل المشقَّة فى العبادة. يقال جَهَدت رأْيى واجتهدت: أَتعبته بالفكر. والجهاد والمجاهدة: استفراغ الوُسْع فى مدافعة
العدُوِّ. قال صلى الله عليه وسلم "المجاهِد مَن جاهد نفسه فى طاعة الله" وكان إِذا رجع من الغَزْو يقول: "رجعنا من الجهاد الأَصغر إِلى الجهاد الأَكبر" وقال "أَفضل الجهادِ مجاهدة النَّفس" وقال للنِّساءِ "لكنَّ أَفضل الجهاد: حجّ مبرور" وسأَله رجل عن الخروج إِلى الغَزْو فقال "أَوالدَِاك فى الأَحياءِ؟ قال: بلى. قال: ففيهما فجاهِدْ".
قال الشاعر:
يا من يجاهد غازيا أَعداءَ دين الله
…
يرجو أَن يعان ويُنْصرا
هلَاّ غشِيت النفس غزواً إِنها
…
أَعدى عدوّك كى تفوز وتظفرا
مهما عنَيت جهادها وعنادها
…
فلقد تعاطيت الجهاد الأَكبرا
وقال آخر فى الجهد ومعنييه:
تعاليت عن قدر المدائح صاعداً
…
فسيّان عفو القول عندك والجَهْد
وإِنى لأَدرى أَنَّ وصفك زائد
…
على منطقى لكن على الواصف الجُهْد
وإِنّ قليل القول يكثر وَقْعُه
…
إِذا عُرِفت فيه الموالاة والودّ
وورد فى القرآن على معان:
الأَول: مجاهدة الكفَّار والمنافقين بالبرهان والحجّة {جَاهِدِ الكفار والمنافقين} {وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبيراً} .
الثانى: جهاد أَهل الضَّلالة بالسّيف والقتال {وَفَضَّلَ الله المجاهدين عَلَى القاعدين} {هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ الله} .
الثالث: مجاهدة مع النفس {وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ} .
الرابع: مجاهدة مع الشيطان بالمخالفة طمعاً فى الهداية {والذين جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} .
الخامس: جهاد مع القلب لنيل الوصْل والقُرب {وَجَاهِدُوا فِي الله حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجتباكم} .
والحقّ أَن يقال: المجاهدة ثلاثة أَضرب: مجاهدة العدوّ الظَّاهر، ومجاهدة الشيطان، ومجاهدة النَّفْس. ويدخل الأَضرب الثلاثة فى {وَجَاهِدُوا فى اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ} وفى الحديث:"جاهدوا أَهواءَكم كما تجاهدون أَعداءَكم" والمجاهدة تكون باليد واللِّسان. قال صلى الله عليه وسلم: "جاهدوا الكفَّار بأَيديكم وأَلسنتكم".