الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والاستجابة قيل: هى الإِجابة. وحقيقتها هى التحرّى للجواب والتَّهيّؤ له، لكن عبّر به عن الإِجابة لقلَّة انفكاكها منها. قال تعالى {ادعوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ} .
بصيرة فى الجار والجأر والجارى
أَمّا الجار فمَن يَقرب مسكنه من مسكنك. وهو من الأَسماءِ المتضايفة، فإِنَّ الجار لا يكون جاراً لغيره حتَّى يكون ذلك الغير جاراً له؛ كالأَخ والصّديق ونحو ذلك. ولمّا استُعظم حقّ الجار شرعاً وعقلاً عُبّر عن كلِّ مَنْ يعظم حقَّه أَو يَستعظم حقّ غيره بالجار، كقوله تعالى {والجار ذِي القربى والجار الجنب} ويقال: استجرت فأَجارنى، وعلى هذا قوله تعالى {وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ} وقوله تعالى {وَهُوَ يُجْيِرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ} .
وقد تُصوّر من الجار معنى القُرْب فقيل لما يقرب من غيره: جارُه. وجاوره وتجاوروا قال تعالى {وَفِي الأرض قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ} وباعتبار القرب قيل: جارَ عن الطَّريق. ثم جُعِل ذلك أَصلاً فى كلِّ عدول عن كلِّ حَقّ، فبُنى منه الْجوْر، قوله تعالى {وَمِنْهَا جَآئِرٌ} أَى عادل عن المُحَجَّة. وقيل: الجائر من النَّاس هو الذى يمتنع عن التزام ما يأمر به الشَّرع.
وأَمّا الجَأَر بالهمزة، فهو الإِفراط فى الدّعاءِ والتضرّع، تشبيهاً بجوار الوَحْشِيَّات؛ كالظّباءِ وغيرها.
وأَمّا الجارى والجارية والجوار ففى القرآن على ستَّة أَوجه:
الأَوّل: بمعنى مَسير الشَّمس فى الفَلَك {والشمس تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا} .
الثانى: لسَيَلان الأَنهار فى الجَنَّةِ {تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار} ولهذا نظائر فى التنزيل.
الثالث: بمعنى سَيَلان أَنهار الدُّنيا {وَجَعَلْنَا الأنهار تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ} أَى تحت أَمرهم وتصرُّفهم.
الرّابع: بمعنى جَرَيَان أَنهار مصر {وهاذه الأنهار تَجْرِي مِن تحتيا} قاله فرعون.
الخامس: بمعنى السّفينة {حَمَلْنَاكُمْ فِي الجارية} {فالجاريات يُسْراً} {وَلَهُ الجوار المنشئات فِي البحر} .
السّادس: بمعنى الحَوْراءُ من الحُور العين. قال الشاعر:
فى الخُلْد جارية بالفُنْج ماشية
…
للزَّوج ساقية فى شَطِّ أَنهار
من عنبر خُلِقت بالمسك قد عُجِنت
…
باللُّطفِ قد ثقبت فى نفس أَبكار