الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَى إِن طلب منهم إِفساد شئ من إِبلهم أَفسدوه.
والْخَبْءِ كلّ مدّخر مستور، وقال تعالى:{يُخْرِجُ الخبء} ومنه جاريَة مخبَّأَةٌ. الخُبَأَة. الجارية التى تظهر مرّة وتخبأ أُخرى.
والخَتْر الغدر.
بصيرة فى الختم
الخَتْم والطَّبْع: مصدرَا ختَمت وطبعت. وهو تأْثير الشئ كنقش الخاتَم والطَّابع، والثانى الأَثر الحاصل عن الشئ. وتُجوّز بذلك تارة فى الاستيثاق من الشئ والمنع منه اعتباراً بما يحصل من المنع بالخَتْمِ على الكُتُب والأَبواب؛ نحو قوله تعالى:{خَتَمَ الله على قُلُوبِهمْ} وتارة فى تحصيل أَثر شئ اعتباراً بالنَّقش الحاصل، وتارة يعتبر منه بلوغ الآخِرِ. ومنه قيل: ختمت القرآن أَى انتَهيت إِلى آخره.
وقوله تعالى: {خَتَمَ الله على قُلُوبِهم} إِِشارة إِلى ما أَجرى الله به العادة: أَن الإِنسان إِذا تناهى فى اعتقاد باطل أَو ارتكاب محظور ولا
يكون منه تلفُّت بوجه إِلى الحقّ. يورثه ذلك هيئة تمرِّنُه على استحسان المعاصى كأَنما يُختم بذلك على قلبه. وعلى ذلك {أولائك الذين طَبَعَ الله على قُلُوبِهِمْ} وعلى هذا النحو استعارة الإِغفال فى قوله: {أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا} ، واستعارة الكِنّ فى قوله:{وَجَعَلْنَا على قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً} ، واستعارة القساوة فى قوله:{وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً} . قال الجُبَّائىّ: يجعل الله ختماً على قلوب الكفَّار ليكون دلالةً للملائكة على كفرهم فلا يَدْعُون لهم، وليس ذلك بشئ لأَنّ هذه الكتابة إِن كانت محسوسة فمن حقِّها أَن يدركها أَصحاب التشريح، وإِن كانت معقولة غير محسوسة فالملائكة باطِّلاعهم على اعتقاداتهم مستغنية عن الاستدلال. وقال بعضهم: ختمه شهادته تعالى عليه أَنَّه لا يؤمن، وقوله تعالى:{اليوم نَخْتِمُ على أَفْوَاهِهِمْ} أَى نمنعهم من الكلام. {وَخَاتَمَ النبيين} لأَنَّه ختم النبوّة أَى تممها بمجيئه. وقوله تعالى: {فَإِن يَشَإِ الله يَخْتِمْ على قَلْبِكَ} يريد به ختم الحِفظ والحِياطة فى صدره صلى الله عليه وسلم. وقوله تعالى: {خِتَامُهُ مِسْكٌ} [قيل] أَى ما يختم به أَى يطبع، وإِنما معناه منقَطَعهُ وخاتمة شربه أَى سُؤره [فى] الطّيب مسك. وقول من قال
يُختم بالمسك أَى يصبع فليس بشئ لأَنَّ الشَّراب يجب أَن يطيب فى نفسه. فأَمّا ختمه بالطِّيب فليس ممّا يفيده ولا ينفعه طيب خاتمه ما لم يطب فى نفسه. وقال المتنبىّ.
أَروح وقد ختمتُ على فؤادى
…
فليس يحلُّها أَحد سواها
وقال آخر:
لا يكتم السّرّ إِلَاّ كُلُّ ذى كرم
…
والسرُّ عند كرام الناس مكتوم
والسِرُّ عندى فى بيت له غلَقٌ
…
قد ضاع مفتاحُه والبابُ مختوم