الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الأمر
وهو لفظ عامّ للأَفعال والأَقوال، والأَحوال، كلّها. على ذلك قوله تعالى:{وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأمر كُلُّهُ} ويقال للإِبداع: أَمْر، نحو {أَلَا لَهُ الخلق والأمر} وعلى ذلك حَمَل بعضهم قوله تعالى:{قُلِ الروح مِنْ أَمْرِ رَبِّي} أَى هو من إِبداعه، ويختصّ ذلك بالله دون الخلائق. وقوله - تعالى -:{إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} ، {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَآ أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} فالإِشارة إِلى إِبداعه. وعبّر عنه بأَقصر لفظ، وأَبلغ ما يُتقدّم به فيما بيننا بفعل الشئِ. وعلى ذلك قوله:{وَمَآ أَمْرُنَآ إِلَاّ وَاحِدَةٌ} فَعبّر عن سرعة إِيجاده بأَسرع ما يدركه وَهْمنا.
والأَمر: التقدّم بالشئِ، سواءٌ كان ذلك بقولهم: افعل، ولِيفعلْ، أَو كان ذلك بلفظ خبرٍ؛ نحو {والمطلقات يَتَرَبَّصْنَ} ، أَو كان بإِشارة، أَو غير ذلك، أَلا ترى أَنَّه قد سمّى ما رأَى إِبراهيم عليه السلام فى المنام مِن ذَبْح ابنه أَمراً، حيث قال:{ياأبت افعل مَا تُؤمَرُ} ؛ وقوله: {وَمَآ أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ} عامّ فى أَفعاله وأَقواله.
وقوله: {أتى أَمْرُ الله} إِشارة إِلى القيامة، فذكره بأَعمّ الأَلفاظ. ويقال: أَمِرَ القومُ - مثال سَمِعَ - أَى كثروا. وذلك لأَنهم إِذا كثروا صاروا ذا أَمير، من حيث إِنَّه لا بدّ لهم من سائس يسوسهم.
والأَمر ورد فى نصّ التنزيل على ثمانية عشر وجها:
الأَول بمعنى الدّين والمِلَّة {حتى جَآءَ الحق وَظَهَرَ أَمْرُ الله} أَى دينُ الله، {فتقطعوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} أَى دينهم.
الثانى: بمعنى الكتاب والمَقَالة {إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ} أَى قولهم.
الثالث: بمعنى وجوب العذاب والعقوبة: {وَغِيضَ المآء وَقُضِيَ الأمر} .
الرابع: بمعنى إِيجاد عيسى بكمال القدرة {سُبْحَانَهُ إِذَا قضى أَمْراً} .
الخامس: بمعنى القتل فى المحاربة: {لِيَقْضِيَ الله أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً} {فَإِذَا جَآءَ أَمْرُ الله} أَى الحكم بقتلهم.
السّادس: بمعنى قتل بنى قُريضة وبنى النَّضير على وَفْق الحكمة {فاعفوا واصفحوا حتى يَأْتِيَ الله بِأَمْرِهِ} .
السّابع: بمعنى فتح مكَّة على سبيل البشارة {حتى يَأْتِيَ الله بِأَمْرِهِ} .
الثامن: بمعنى ظهور القيامة: {أتى أَمْرُ الله} أَى القيامة.
التَّاسع: بمعنى القضاءِ والقدر على حكم الرّبوبيّة: {أَلَا لَهُ الخلق والأمر} {يُدَبِّرُ الأمر مَا مِن شَفِيعٍ} .
العاشر: بمعنى الوحى إِلى أَرباب النبوّة والرّسالة {يُدَبِّرُ الأمر مِنَ السمآء إِلَى الأرض} {يَتَنَزَّلُ الأمر بَيْنَهُنَّ} .
الحادى عشر: بمعنى الذَّنْب والزلَّة: {فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا} .
الثَّانى عشر: بمعنى العَوْن والنُّصرة {هَل لَّنَا مِنَ الأمر مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأمر كُلَّهُ للهِ} .
الثالث عشر: بمعنى الشأْن والحالة: {أَلَا إِلَى الله تَصِيرُ الأمور} ، {وَإِلَى الله تُرْجَعُ الأمور} .
الرّابع عشر: بمعنى الغَرَق والهلاك: {لَا عَاصِمَ اليوم مِنْ أَمْرِ الله} .
الخامس عشر: بمعنى الرّحمة والكثرة {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} .
السّادس عشر: بمعنى العِلْم والحقيقة: {قُلِ الروح مِنْ أَمْرِ رَبِّي} .
السّابع عشر: بمعنى مُضىّ الحكم {إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً} .
الثامن عشر: بمعنى الحُكْم واستدعاءِ الطاعة: {إِنَّ الله يَأْمُرُ بالعدل والإحسان} .