الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وورد الجحيم فى القرآن على وجهين:
أَحدهما: بمعنى النَّار الَّتى أَوقدها نمرُود اللَّعين للخليل إِبراهيم عليه السلام {قَالُواْ ابنوا لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي الجحيم} .
الثَّانى: بمعنى النار الَّتى أَعَدّها الله للمجرمين والكفَّار {وَإِنَّ الفجار لَفِي جَحِيمٍ} ولهذا نظائر.
بصيرة فى الجد
وورد فى القرآن والأَخبار واللُّغة على خمسة أَوجه:
الأَوّل: بمعنى أَبِ الأَبِ وأَب الأُمّ، وبمعنى البَخت، وبمعنى العظمة، وبمعنى الحَظِّ، وبمعنى القَطْع. وهو أَصل الكلمة. وجددتُ الثوب إِذا قطعته على وجه الإِصلاح، وثوب جديد أَصله المقطوع ثمّ جعل لكلّ ما أُحدث إِنشاؤه. وقال تعالى:{بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} إِشارة إِلى النَّشأة الثانية. وقوبل الجديد بالخَلَق لمّا كان المقصود بالجديد القريب العهد بالقطع من الثوب، ومنه قيل لِلَّيل والنَّهار: الجديدان والأَجَدَّان.
وقوله تعالى: {وَمِنَ الجبال جُدَدٌ بِيضٌ} جمع جُدَّةٍ أَى طريقة ظاهرة، من قولهم: طريق مجدودٌ أَى مسلوك مقطوع. ومنه جادّة الطَّريق. وسمّى الفيض الإِلهىُّ جَدّاً. قال تعالى: {وَأَنَّهُ تعالى جَدُّ رَبِّنَا} أَى
فَيضه. وقيل: عظمته وهو يرجع إِلى الأَوّل، وإِضافته إِليه على سبيل اختصاصه بملكه. وسمّى ما جعله الله للإِنسان من الحظوظ الدنيويّة جَدّاً وهو البخت فقِيل جُدِدْت حَظِظْتُ.
وقوله "لا ينفع ذا الجَدّ منك الجد" أَى لا يُتوصّل إِلى ثواب الله فى الآخرة بالجَدّ، وإِنَّما ذلك بالجِدّ فى الطّاعة. ومنه قولهم: الأَمرُ بالجَدّ لا الجِدّ يعنون الأُمور الدّنيوية.
قال الشاعر:
وما بالمرءِ من عيبٍ وعار
…
إِذا ما النَّائبات إِليه قَصْدُ
بجَدّك لا بجِدّك ما تلاقى
…
وما جِدُّ إِذا لم يُغْنِ جَدُّ
وللشافعى:
أَرى هِمم المرءِ اكتئاباً وحسْرة
…
عليه إِذا لم يُسْعدِ الله جَدّه
وما للفَتى فى حادثِ الدّهرِ حيلةً
…
إِذا نَحْسُه فى الأَمر قابل سعدَه
وقيل: فى معنى (لا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ) أَى لا ينفع أَحداً نسبُه وأُبوته. فكما نفى نفع البنين فى قوله {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ} كذلك نفى نفع الأُبوّة فى هذا الحديث: قال الشاعر:
الجَدّ والجِدّ مقرونان فى قَرَنٍ
…
والجَدّ أَوجد للمطلوب وِجْداناً