الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الحول
أَصله تغيّر الشَّئ وانفصالُه عن غيره. وباعتبار التغيّر قيل: حال الشَّئٌ يَحُول حُوُولاً واستحال: تهيّأَ لأَن يَحُول، وباعتبار الانفصال قيل: حال بينى وبينك كذا وقوله تعالى: {وَاعْلَمُواْ أَنَّ الله يَحُولُ بَيْنَ المرء وَقَلْبِهِ} هو إِشارة إِلى ما قيل فى وصفه تعالى: مقلِّب القلوب وهو أَن يُلقى فى قلب الإِنسان ما يصرفه عن مراده لحكمة تقتضى ذلك. وقيل: يحول بينه وبين قلبه هو أَن يهلكه أَو يردّه إِلى أَرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علمٍ شيئاً.
وحوّلت الشَّئ فتحوّل: غيّرته إِمّا بالذَّات وإِمّا بالحكم والقول ومنه أَحَلْتُ على فلان بالدّين. وقولهم: حوّلت الكتاب هو أَن ينقل صورة ما فيه إِلى غيره من غير إِزالة الصّورة الأُولى. وقوله تعالى: {لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً} أَى تحوّلاً. والحَوْل: السّنةُ اعتباراً بانقلابها ودوران الشَّمس فى مطالعها ومغاربها. ومنه حالت السنةُ تحول. وحالت الدّارُ: تغيّرت وأَحالت وأَحْوَلت: أَتى عليها الحَوْل نحو أَعامت وأَشهرت. وأَحال فلان بمكان كذا. أَقام به حولاً. وحالت النَّاقةُ تحول حِيالاً إِذا لم تحمل. وذلك لتغيّر ما جرت به عادتُها.
والحال لما يختصّ به الإِنسان وغيره من أُموره المتغيّرة فى نفسه وجسمه وقنْياته. والحَوْل: ما له من القوّة فى أَحد هذه الأُصول الثلاثة. ومنه لا حول ولا قُوّة إِلَاّ بالله. وحَوْل الشَّئ: جانبه الَّذى يمكنه أَى يحول إِليه. والحِيلةُ والحَوِيلة: ما يُتوصّل به إِلى حالةٍ مّا فى خُِفية، وأَكثر استعماله فيما فى تعاطيه خُبْثٌ. وقد يستعمل فيما فيه حكمة ولهذا قيل فى وصف الله تعالى:{وَهُوَ شَدِيدُ المحال} أَى الوصول فى خُِفية من النَّاس إِلى ما فيه من حكمة. وعلى هذا النَّحو وصف بالكيد والمكر لا على الوجه المذموم، تعالى الله عن القبيح.
وأَمّا المُحَال فما جُمِع فيه بين المتناقضين. وذلك يوجد فى المقال نحو أَن يقال جسمٌ واحدٌ فى مكانين فى حالة واحدة. واستحال: صار محالاً فهو مُستحِيل أَى أَخَذَ فى أَن يصير محالاً.