الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى اذا واذا واذن والاذى
(إِذْ) يعبّر به عن الزَّمان الماضى؛ ولا يجازى به إِلَاّ إِذا ضُمّ اليه (ما)، نحو:
إِذ ما أَتيت على الرسول فقل له
وقد يكون (فى المفاجأَة) وهى الَّتى بعد بينا، وبينما.
و (إِذا) يكون فى المفاجأَة، فيختصّ للجمل الاسميّة. ولا يحتاج لجواب، ولا يقع فى الابتداءِ. ومعناها الحال؛ نحو خرجت فإِذا الأَسدُ بالباب، {فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تسعى} . وقال الأَخفش: حرف. وقال المبرّد: ظرف مكان. وقال الزَّجاج: ظرف زمان.
[وإِذَا اسم] يدلّ على زمان مستقبل. ويجئ للماضى: {وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفضوا إِلَيْهَا} . ويجئ للحال، وذلك بعد القسَم:{واللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} ، {والنَّجْمِ إِذَا هَوَى} .
وناصبها شرطها، أَو ما فى جوابها: من فعل أَو شِبْهِهِ. وقد تُضمّن معنى الشرط فيجزم به. وذلك فى الشِّعر أَكثر.
والأَذى: ما يصل إِلى الحيوان من ضرر، إِمّا فى نفسه، أَو فى جسمه، أو قُنياته، دنيويّاً كان أَو أخرويّاً {لَا تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بالمن والأذى} وقوله:{فَآذُوهُمَا} إِشارة إِلى الضرب. وقوله تعالى {قُلْ هُوَ أَذًى} (سمّاه أَذىً) باعتبار الشَّرع، واعتبار الطِّبّ، على حسب ما يذكره أَصحاب هذه الصّناعة. وأَذِى به كبقِى أَذىً أَى تأَذّى. والاسم الأَذِيَّة، والأَذاة، وهى المكروه اليسير. وآذى صاحبه (أَذىً وأَذاة وأَذيّة) ولا تقل: إِيذاءً كأَنَّه اسم للمصدر. ومنه الآذىّ للموج المؤذِى لركَّاب البحر. وورد فى نصّ القرآن على أَحد عشر وجهاً.
الأَوّل بمعنى الحرام: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المحيض قُلْ هُوَ أَذًى} . أَى حرام.
الثانى: بمعنى القَمْل: {أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ} .
الثالث: بمعنى الشِدّة والمِحْنة: {إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ} .
الرابع: بمعنى الشتم والسبّ: {واللذان يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا} {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَاّ أَذًى} {وَمِنَ الذين أشركوا أَذًى كَثِيراً} .
الخامس: بمعنى الزُّور، والبهتان على البرئ {كالذين آذَوْاْ موسى} ، {ياقوم لِمَ تُؤْذُونَنِي} .
السّادس: بمعنى الجفاءِ والمعصية: {إِنَّ الذين يُؤْذُونَ الله وَرَسُولَهُ} أَى يعصونهما. السّابع: بمعنى التخلُّف عن الغَزَوات: {إِنَّ الذين يُؤْذُونَ الله وَرَسُولَهُ} أَى بالتَّخلُّف عن غزوة تَبُوك.
الثامن: شَغْل الخاطر وتفرقة القلب: {إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النبي} .
التَّاسع المنّ عند العطِيّة: {لَا تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بالمن والأذى} .
العاشر: بمعنى العذاب والعقوبة: {فَإِذَآ أُوذِيَ فِي الله} .
الحادى عشر: بمعنى غِيبة المؤمنين: {والذين يُؤْذُونَ المؤمنين والمؤمنات بِغَيْرِ مَا اكتسبوا}