الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الايمان
وقد ورد فى التنزيل على خمسة أَوجه:
الأَوّل: بمعنى إِقرار اللِّسان: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُواّ ثُمَّ كَفَرُوا} أَى آمنوا باللسان، وكفروا بالجَنَان.
الثَّانى: بمعنى التصديق فى السرّ والإِعلان: {إِنَّ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات أولائك هُمْ خَيْرُ البرية} .
الثالث: بمعنى التوحيد وكلمة الإِيمان: {وَمَن يَكْفُرْ بالإيمان فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ} أَى بكلمة التَّوحيد.
الرّابع: إِيمان فى ضمن شرك المشركين أُولى الطُّغيان: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بالله إِلَاّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ} . وقولنا: إِيمان فى ضمن الشِّرك هو معنى {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ الله} .
الخامس: بمعنى الصّلاة: {وَمَا كَانَ الله لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} .
قال أَبو القاسم: الإِيمان يستعمل تارة اسماً للشريعة الَّتى جاءَ بها محمّد صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ الذين آمَنُواْ والذين هَادُواْ} ويوصف به كلُّ مَنْ دخل فى شريعته، مقرّا بالله وبنبوّته. وتارة يستعمل على سبيل المدح،
ويراد به إِذعان النفس للحقّ على سبيل التَّصديق. وذلك باجتماع ثلاثة أَشياء: تحقيق بالقلب، وإِقرار باللسان، وعمل بحسب ذلك بالجوارح. ويقال لكلّ واحد من الاعتقاد، والقول الصّدق، والعمل الصّالح: إِيمان. (إِلَاّ أَن الإِيمان هو التصديق الذى معه الأَمن) . وقوله تعالى: {يُؤْمِنُونَ بالجبت والطاغوت} مذكور على سبيل الذمّ لهم، وأَنه قد حَصّل لهم الأَمن بما لا يحصل به الأَمن؛ إِذْ ليس من شأْن القلب - ما لم يكن مطبوعاً عليه - أَن يطمئن إِلى الباطل. وهذا كما يقال: إِيمانهُ الكفر، وتحيّته القتل.
ورجل أُمَنة، وأَمَنة: يثق بكلّ واحد، وأَمينُ، وأُمّانُ: يؤمَن به والأَمُون: النَّاقة الَّتى يؤمن فُتورها وعثارها.