الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى الأجل
وقد ورد فى النصّ على خمسة أَوجه:
الأَوّل: بمعنى الموت المقدّر: {فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} .
الثانى: بمعنى وقت معيّن معتبر {أَيَّمَا الأجلين قَضَيْتُ} إِمّا العشر وإِمّا الثمانية.
الثالث: بمعنى إِهلاك الكفَّار: {وَأَنْ عسى أَن يَكُونَ قَدِ اقترب أَجَلُهُمْ} أَى إِهلاكهم.
الرّابع: بمعنى عِدّة النساءِ بعد الطَّلاق: {فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} .
الخامس: بمعنى العذب والعقوبة: {إِنَّ أَجَلَ الله إِذَا جَآءَ لَا يُؤَخَّرُ} أَى عذابه.
والأَجل فى الأَصْل: موضوع للمدّة المضروبة للشئ؛ قال الله تعالى: {ولتبلغوا أَجَلاً مُّسَمًّى} ويقال للمدّة المضروبة لحياة الإِنسان: أَجَل. فيقال: دنا أَجله، عبارة عن دُنوّ الموت. وأَصله استيفاء الأَجل أَى مدّة الحياة.
وقوله: {وَبَلَغْنَآ أَجَلَنَا الذي أَجَّلْتَ لَنَا} أَى حدّ الموت. وقيل: حَدّ الهَرَم. وقوله: {ثُمَّ قضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى} فالأَول البقاءُ فى هذه الدّنيا، والثانى البقاءُ فى الآخرة. وقيل: الأَوّل هو البقاءُ فى الدّنيا، والثانى (مدة) ما بين الموت إِلى النشور، عن الحسن. وقيل: الأَوّل للنوم، والثانى للموت، إِشارة إِلى قوله - تعالى - {الله يَتَوَفَّى الأنفس حِينَ مِوْتِهَا والتي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} عن ابن عبّاس رضى الله عنه. وقيل: الأَجَلان جميعاً: الموت، فمنهم مَن أَجلُه بعارض؛ كالسّيف والغَرَق والحرَق وكلّ مخالف، وغير ذلك من الأَسباب المؤدية إِلى الهلاك. ومنهم من يُوَقّى ويعافى حتى يموت حَتفَ أَنفه. وهذان المشار إِليهما: مَنْ أَخطأَته سهم الرّزية لم يخطئه سهم المنيّة؛ وقيل: للنَّاس أَجلان، منهم مَنْ يموت عَبْطة، ومنهم من يبلغ حدّاً لم يجعل الله فى طبيعة الدنيا أَن يبقى أَحد أَكثر منه فيها. وإِليهما أَشار بقوله:{وَمِنكُمْ مَّن يتوفى وَمِنكُمْ مَّن يُرَدُّ إلى أَرْذَلِ العمر} وقصدهما الشاعر بقوله:
رأَيتُ المنايا خَبْط عَشْواءَ من تُصبْ
…
تُمِتْهُ ومن تُخْطِئ يُعَمّر ويهرمِ