الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى المجيء والجيئة
وقد ورد فى القرآن على خمسة عشر وجهاً: الأَوّل: جَيْئة الهَيْبة من الملِك والملَك {وَجَآءَ رَبُّكَ والملك صَفّاً صَفّاً} . الثانى: جَيْئة السيّارة {وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ} . الثالث: جيئة الخَجَالة {وجآءوا أَبَاهُمْ عِشَآءً يَبْكُونَ} . الرّابع: جَيْئة الصّيانة {فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى استحيآء} . الخامس: جَيْئَة النَّصيحة من حزقيل لموسى {وَجَآءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى المدينة يسعى} . السّادس: جَيْئة الدّعوة من حبِيب النَّجار لأَصحاب ياسين {وَجَآءَ مِنْ أَقْصَى المدينة رَجُلٌ يسعى} السّابع جَيئة الرّسالة من المصطفى {لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ} . الثامن: جيئة المَعْذِرة {وَإِذَا جَآءَكَ الذين يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا} . التاسع: جَيْئَة النَّصيحة من المنافقين {إِذَا جَآءَكَ
المنافقون} . العاشر: جيئة الغَمْز والنَّميمة {إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فتبينوا} . الحادى عشر: جيئة أَهل الطَّاعة والمعصية إِلى جهنَّم والجنَّة {حتى إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} . الثَّانى عشر: جيئة الحَسْرة والنَّدامة على قُرناءِ السّوءِ بالصّحبة {حتى إِذَا جَآءَنَا قَالَ ياليت بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ المشرقين} . الثالث عشر: جَيْئة المكر والحِيلة من الكَفَرة لبنىّ الأُمّة {إِذْ جَآءُوكُمْ مِّن فَوْقِكُمْ} . الرّابع عشر: جيئة النَّصرة من ربّ المغفرة لنبىّ المَلْحَمة {إِذَا جَآءَ نَصْرُ الله والفتح} . الخامس عشر: جيئة المناجاة والقُرْبة {وَلَمَّا جَآءَ موسى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} .
والجَيْئة والمجئ بمعنى الإِتيان لكن المجئ أَعمّ؛ لأَنَّ الإِتيان مجئ بسهولة، والإِتيان قد يقال باعتبار القصد وإِن لم يكن منه الحصولُ، والمجئ يقال اعتباراً بالحصول.
وقد يقال: جاءَ فى الأَعيان والمعانى، وربّما يكون مجيئهُ بذاته وبأَمره، ولمن قصد مكاناً أَو عملاً أَو زماناً قال تعالى {وَلَقَدْ جَآءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بالبينات} {فَإِذَا جَآءَ الخوف} {فَقَدْ جَآءُوا ظُلْماً وَزُوراً} أَى قصدوا الكلام وتعمّدوهُ، فاستعمل فيه المجئ كما استعمل فيه القصد. وقوله تعالى {وَجَآءَ رَبُّكَ} فهذا بالأَمر لا بالذَّات، وهو قول ابن عباس. ويقال:
جاء بكذا وأَجاءَه. قال تعالى {فَأَجَآءَهَا المخاض إلى جِذْعِ النخلة} قيل ألجأَها، وإِنما هو معدّىً عن جاءَ. وجاءَ بكذا: استحضره نحو {لَّوْلَا جَآءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ} ويختلف معناه بحسب اختلاف المجئ به. وجاياه مجاياة لغة فى المهموز أَى قابله.
والجَوُّ والجَوَّة: الهواءُ، قال تعالى {فِي جَوِّ السمآء} والجمع جِوَاءٌ كجبال. والجَوُّ: اليمامة، وثلاثة عشر موضعاً غيرها.