الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى البر، والبر
وقد ورد فى القرآن على أَربعة عشر وجهاً:
الأَوّل: - أَعنى البَرّ - بالفتح - خمس.
الأَوّل: بمعنى الحَقّ - جَلّ اسمه وعلا - {إِنَّهُ هُوَ البر الرحيم} .
الثَّانى: بمعنى الصّحراءِ ضدّ البَحْر: {ظَهَرَ الفساد فِي البر والبحر} ، {وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البر والبحر} ، {فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى البر} .
الثالث: فى مدح يحيى بن زكريا {وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ} .
الرّابع: فى المسيح عيسى: {وَبَرّاً بِوَالِدَتِي} .
الخامس: فى ساكنى مَلَكوت السّماءِ: {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ} . وأَما البِرّ - بالكسر - فأَربعة:
الأَوّل بمعنى البارّ: {ولاكن البر مَنْ آمَنَ بالله} أَى البارّ.
الثانى: بمعنى الخير: {لَن تَنَالُواْ البر حتى تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} .
الثَّالث: بمعنى الطَّاعة: {أَتَأْمُرُونَ الناس بالبر} .
الرّابع: بمعنى تصديق اليمين: {وَلَا تَجْعَلُواْ الله عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ} .
وقد جاءَ بمعنى صلة الرّحم {لَاّ يَنْهَاكُمُ الله عَنِ الذين لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدين وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ} أَى تصلوا أَرحامكم.
والأَبرار مذكور فى خمسة مواضع:
الأَوّل: فى صفة الأَخيار، فى جوار الغفَّار:{كَلَاّ إِنَّ كِتَابَ الأبرار لَفِي عِلِّيِّينَ} .
الثانى: فى صفة نظارتهم على غُرَف دار القرار: {إِنَّ الأبرار لَفِي نَعِيمٍ عَلَى الأرآئك يَنظُرُونَ} .
الثالث: فى مجلس أُنْسهم، ومجاورة المصطفى، وصحابته الأَخيار:{إِنَّ الأبرار يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً} .
الرّابع: فى تقريرهم فى قُبّة القُرْبَة من الله الكريم الستَّار: {وَمَا عِندَ الله خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ} .
الخامس: فى مرافقة بعضم بعضاً يوم الرحيل إِلى دار القرار {وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبرار} .
وأَصل الكلمة ومادّتها - أَعنى (ب ر ر) - موضوعة (لخلاف البحر) ، وتُصوّر منه التوسّع، فاشتُقّ منه البِرّ أَى التوسّع فى فعل الخير. وينسب ذلك تارة إِلى الله تعالى فى نحو {إِنَّه هُو البرُّ الرَّحيمُ} ، وإِلى العبد تارة، فيقال: برّ العبدُ ربّه، أَى توسّع فى طاعته. فمن الله تعالى الثواب ومن العبد الطاعةُ. وذلك ضربان: ضرب فى الاعتقاد، وضرب فى الأَعمال. وقد اشتمل عليهما قولُه تعالى {لَّيْسَ البر أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ} الآية (وعلى هذا ما روى أَنه صلى الله عليه وسلم سئل عن البرّ فتلا هذه الآية) فإِن الآية متضمّنة للاعتقاد، ولأَعمال الفرائض، والنَّوافل. وبِرّ الوالدين: التَّوسُّع فى الإِحسان إِليهما. ويستعمل البِرّ فى الصدق لكونه بعضَ الخير. يقال: برّ فى قوله، وفى يمينه، وحَجّ مبرورُ: مقبول. وجمع البارّ أَبرار، وبَرَرة. وخصّ الملائكة بالبَرَرة من حيث إِنَّه أَبلغ من الأَبرار؛ فإِنه جمع بَرّ. والأَبرار جمع بَارٍّ، وبرٌّ أَبلغ من بارّ؛ كما أَنَّ عَدْلاً أَبلغ من عادل. والبُرّ معروف وتسميته بذلك لكونه أَوسع ما يُحتاج إِليه فى الغذاءِ.